سر وفاة الملك توت

TT

انقسم عالمنا العربي داخليا إلى دول تحاول بكل جدية وعزم أن تحدث نهضة علمية في جامعاتها ومعاهدها؛ ليس فقط عن طريق بناء واستحداث جامعات جديدة، بل والاهتمام بما يقدم من علوم داخل هذه المؤسسات العلمية، وعلى أيدي أساتذة متخصصين؛ بينما على الجانب النقيض لا تزال هنا بلدانا عربية لا تقدم لمواطنيها سوى الجهل والتخلف والبعد عن أسباب العلم والبحث العلمي، ربما لأسباب سياسية حيث المعروف أن حكم الشعوب المتخلفة علميا وثقافيا هو أسهل بكثير من حكم شعوب مستنيره

وللأسف بعد أن كان لمصر الريادة في مجالي العلم والثقافة في عالمنا العربي تأخرنا كثيرا، وخرجت الجامعات والمعاهد المصرية من قوائم المؤسسات العلمية المتقدمة! والمحزن أنه بدلا من أن نعترف بتخلفنا وندرك أسبابه لرغبة صادقة في الإصلاح والنهوض، تفرغنا لمحاربة كل نجاح والنيل من كل عالم يظهر فينا، والمثال الحي على ما نعيشه من حالة انفصام عن الواقع وعن العالم من حولنا، هو ما حدث معي أثناء بحثنا العلمي على المومياوات الملكية لملوك وملكات مصر الفرعونية فبعد أن استطاع الفريق العلمي المصري الذي يضم كافة التخصصات العلمية الكشف عن أسرار جديدة حول حياة ووفاة الملك توت واستطعنا نشر بحثنا هذا في أكبر دورية علمية محكمة في الولايات المتحدة الأميركية؛ خرج علينا من لم يستطع في حياته نشر عمل علمي واحد ليشوه كل ما قمنا به، ففي البداية نسي أن من قام بالعمل مصريون وذكر أنهم أميركان وأننا سمحنا لهم بالعبث بمومياوات الفراعنة وأن نتائج بحثهم مشوهة للتاريخ المصري القديم!.. لا تعليق

أما عن الكشف، فهو خاص بالحالة الصحية للملك توت عنخ آمون فقد كشفنا من خلال دراسة المومياء بالأشعة المقطعية أن هناك جرحا قطعيا في الركبة اليسرى جعل العلماء يتأكدون من وجود حادث للملك، وأن ذلك حدث قبل ساعات من موته ولكن الحادث لا يؤدى للوفاة وقد يكون هناك عوامل أخرى ساعدت على ذلك الدراسات التي تمت بعد ذلك على المومياء بالأشعة المقطعية وتحليل الحامض النووي جعل الفريق المصري الذي قدته يؤكد أن الملك كان يعانى من ضعف عام وذلك نتيجة لزواج أبيه الملك إخناتون من آخته وهى أم الملك توت. وكان هذا الزواج مباحا فقط بين الملوك لأنه ورد بالأسطورة أن أوزوريس تزوج من أخته إيزيس وأدى هذا الزواج إلى بعض الأمراض الوراثية، ومن أهم ما تم كشفه هو أن الدماء لا تصل إلى القدمين، وبالتالي هناك ضعف في عملية المشي كما أنه عانى من مرض الملاريا، وقد ثبت بالأدلة العلمية وجوده في مصر القديمة وهناك من الأدلة العلمية التي تثبت أن هذه النتائج صحيحة فقد عثر داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون على عصا للمشي منهم واحدة مكتوب عليها أن الملك توت صنعها بنفسه، وهناك مناظر ممثلة على أحد صناديق الملك وهو يقف ويرتكز على عصا وأمامه زوجته الملكة عنخ أس أن آمون تنظر في حب وحنان.. ومنظر آخر يظهر الملك وهو يصيد الحيوانات في الصحراء بالسهام وهو جالس وأمامه تجلس الملكة؛ ومن المعروف أن الملوك في مصر القديمة كانوا يصيدون حيوانات الصحراء وهم وقوف أو وهم يعدون وراءها وكل هذا يؤكد أن الملك الصغير قد عانى من ضعف عام وصعوبة في المشي بالإضافة إلى الملاريا؛ الأمر الذي عجل بوفاته نتيجة إصابته