لا أدري كيف قضى بقية حياته؟!

TT

قرأت هذه القصة المبنية على واقعة حقيقية، وقد امتزج فيها الحب والوفاء والغيرة العمياء، التي لا يكون للحلم في أغلب الأحيان دور في تهدئتها، بل إن الحلم ذاته قد يطمس ويلغى نهائيا، وتترتب على ذلك فيما بعد مصائب لم تكن تخطر على بال، وإليكم ما قرأته:

فقد زعموا أن أحد الأزواج كان يتفانى في حب زوجته، وكانت هي بدورها (تموت بدباديبه)، ومرت بهما سنوات سعيدة هنيئة لا يعكر صفوها شيء، وفي أحد الأيام أراد أن يكتب خطابا، فاتجه إلى مكتب زوجته الصغير ليبحث فيه عن ورقة يكتب عليها رسالته، فوجد في ركن مستتر حزمة من الرسائل أخفيت بعناية، فتركها وشأنها ولم يشأ أن يطلع على أسرار زوجته في غيابها ولكن لون الرسائل الوردي، والرائحة الجميلة التي تنبعث منها، والعناية بإخفائها، كل ذلك أثار في نفسه بعض الشك، فمد يده ليفتحها ولكنه تردد، فزوجته فوق الظنون والشبهات، ولا يرقى إليها أي شك، ولكن الرغبة القوية دفعته إلى فض هذه الحزمة والاطلاع على هذه الرسائل الوردية اللون، ولم يلبث أن اشتعلت نيران الغضب في قلبه، فقد كانت زوجته تخدعه، كانت توهمه أنها تحبه ولا تحب أحدا سواه، ولكن ها هي ذي الرسائل، إنها رسائل غرام لا تحمل اسم المرسل ولا اسم المرسل إليها، ولكنها رسائل غرام ما في ذلك شك.

راح الغضب يغريه، وأحس بالحقد على زوجته الخائنة، وصمم على الانتقام منها، فما إن عادت حتى قتلها في ثورة غضبه.. قتلها دون أن يسألها أو يستوضحها أو يطلب منها بيانا، فلقد كان جرمها بارزا ثابتا لا يتطلب أي إيضاح!! وتمكن من إخفاء معالم الجريمة فبدا للجميع وكأن الموت طبيعي، وبعد مرور أيام الحداد، جاءته سيدة من صديقات زوجته، وقالت له: «يا سيدي، إنني أثق في شرفك وفي كرم خلقك، ولهذا جئت أرجوك في أمر، فلقد استودعت زوجتك حزمة من الرسائل الوردية اللون لم يكن بوسعي أن أخفيها في بيتي، وأكون شاكرة لو أنك تكرمت بردها إليّ؛ إذ إنها تخصني»!! - انتهى.

ولا أدري كيف قضى بقية حياته؟!

* * *

ضحكت من رسم (كاريكاتيري) في جريدة «الرياض»، تبدو فيه امرأة وهي جالسة أمام التلفزيون وصورة زوجها خلفها معلقة على الحائط، فيما يتحدث مقدم البرنامج الوثائقي قائلا:

إن الثعلب هو الكائن الوحيد الذي لا يرتبط بزوجة ثانية إذا ماتت زوجته، ويظل بعدها طوال حياته أعزب.

وكانت المرأة تسمع هذا الكلام وتقول بينها وبين نفسها: وهي تدعو على زوجها قائلة: يا الله يا ربي يا حبيبي إنك تقلبه لي ثعلب.

وتحت الرسم هناك ملاحظة مكتوبة جاء فيها:

إنه ثبت عمليا أن زوجة الثعلب بعد موت زوجها ترتبط بزوج آخر في اليوم الثاني من موته.

[email protected]