رابطة قراء «الشرق الأوسط»

TT

من فرنسا، اقترح القارئ الكريم حسان التميمي، تآلف قراء هذه الزاوية بتشكيل رابطة لهم باسم «رابطة قراء (الشرق الأوسط)». فكرة سليمة كما يبدو لي يا حسان. ومن الممكن لهم إقامة مدونة على الإنترنت باسمهم يتراسلون عبرها ويتبادلون الأفكار والصداقة والتعليقات على ما تكتبه «الشرق الأوسط».. ربما تؤدي إلى بعض الزيارات بينهم، رغم تشتتهم في أرجاء المعمورة. أنا شخصيا أتمنى لو أستطيع دعوتهم لزيارتي في لندن، ولكن هذه فكرة تتطلب واردات بئر نفط، ولكنني بالطبع سأرحب بأي منهم يتفضل بزيارتي وتناول فنجان قهوة معي.

أثارت مسألة شتم أو مدح أميركا كثيرا من التعليقات على هامش ما كتبته عن كتاب «الإعلان رقم واحد» للصحافي الباحث أحمد المهنا. كان منهم همام فاروق من أميركا، وسمير ماهر من البرازيل، وفؤاد محمد من مصر، وحسن علي جواد من فرنسا، وعدنان حسن من فرنسا أيضا.. وهذا شيء جميل أن نجد قراء لنا في مختلف جهات العالم ومن سائر الجنسيات، وله مدلوله في رأيي.. فمن المشجع أن نرى هذا التآلف بين قلوب كل من يتكلمون لغة الضاد أينما كانوا، رغم كل ما يقوله نقاد القومية العربية والوحدة العربية. نحن أمة تجمعنا لغة القرآن.

يسألني السيد الفاضل همام فاروق لماذا لم أركب الجمل وأسر وراء الفاتحين الأميركان وآخذ حصتي من كعكة العراق.. يا سيدي هذا لأن معدتي لا تهضم الكعك وأتحاشى تناوله. ولكن يظهر أن بيني وبين العراق صدودا مستمرا ولا سبيل لدوائه.. رشح اسمي للعودة والعمل فيه ثلاث مرات بعد 2003 ولكن المسؤولين رفضوا اسمي في كل مرة.. وحسنا فعلوا.

واحتلت الموسيقى حيزا محترما بين تعليقات القراء.. سامي البغدادي يرد على من يعتبرون الموسيقى منافية للدين الإسلامي ولا يجد أي شيء يبرر هذا التحريم. يا عزيزي البغدادي إذا كانت الموسيقى كفرا وحراما، فإن ملايين المسلمين، بل ربما كلهم، آثمون. فمن منا لا يغني في الحمام ولا ينقر على الطاولة عندما تنتابه العصبية؟ وعلى هامش ذلك، تشير الصديقة المداومة على هذه الزاوية، الفاضلة فاطمة الزهراء موسى إلى موضوع الموسيقى الأندلسية. تسألني هل أحبها؟ أنا لا أحبها فقط، بل متيم بحبها وأستمع إليها باستمرار في بيتي ومكتبي ولا أترك فرقة إسبانية فلمكنو تفد إلى لندن دون أن أذهب لحفلاتها. ولكنك يا فاطمة تذكرين الموسيقى الأندلسية النسائية.. هذا ما لم أسمع عنه، فزيدي ونورينا في الموضوع إذا أمكن.

ومن السويد، يذكرنا السيد إبراهيم علي الجعفري، بما يفعله الموسيقي البارع نصير شمّه في تطوعه للطواف بين مخيمات اللاجئين السوريين يعزف لهم على عوده بعض مؤلفاته لموسيقى العود ليخفف من شجونهم ويشد على أيديهم ويقوي عزيمتهم. هذا شيء رائع حقا قلما سمعنا بمثله في زمن يتهالك فيه الفنانون والفنانات على نيل رضا الموسرين وعطاياهم.