«شاهد ما شفش حاجة»

TT

ليس هناك أحد أروع من الأجداد المقبلين على الحياة رغم أفولها، وبالمقابل ليس هناك أروع من الأطفال المتعلقين بأجدادهم ويحكون عنهم كل شيء من خلال صفاء قلوبهم.

وإليكم هذا الاستطلاع الذي تكلم فيه بعض الأطفال عن أجدادهم بكل عفوية:

* (تيل) 12 سنة: جدي وجدتي يهويان السباحة، ويتخيل جدي نفسه دائما غطاسا محترفا وجدتي حورية بحر، وفي السابق كان جدي غطاسا ودرس علم المحيطات، وما زال يذكر بعض الأنواع والفصائل، وجدي وجدتي أسمران دائما لأنهما يسبحان ويستلقيان تحت الشمس كل يوم تقريبا.

* (كارمن) 10 سنوات: جدتي مريضة جدا ويزداد ألمها كل يوم، لكنها لم تتذمر إلى الآن، وحين نعودها في المستشفى يوميا تستجمع قواها وتمازحنا، وتغدق علينا الهدايا دوما على الرغم من أنها فقيرة، وأغلى هدية عندي أنها ما زالت على قيد الحياة.

* (موريل) 11 سنة: في المساء ترفع جدتي غطاء سريري وتقول لي: «أحلام سعيدة». وأشكو إليها كل همومي وهي ترشدني إلى حلها.

* (كريستينا) 9 سنوات: جدي نشيط جدا، وهو يضبط ساعاتنا دائما إلى وقت متقدم، حتى إنني وصلت مرة إلى المدرسة قبل رن الجرس بساعة كاملة.

* (سوزان) 10 سنوات: عندما تطهو جدتي الطعام يجلس جدي في المطبخ ويدخن غليونه، ويثير ذلك حفيظة جدتي فتنهره: «أيها الجد العزيز، لا تلازم هذا المكان وتزعجني!». ويذعن جدي، وكلما تشاجرا فإنهما يتصالحان بعد عشر دقائق.

* (بترا) 12 سنة: عندما كان جدي حيا كانت له مزرعة فيها الكثير من الأبقار والإوز، وكان يردد دائما: «من يرع القطعان في الأرض فسيرعاها في السماء أيضا». والآن أتخيل جدي في برج في السماء محاطا بالقطعان وحاملا في يده عصا ضخمة.

* (مارتينا) 11 سنة: جدي وجدتي ما زالا عاشقين، فهما يتنزهان معا ويطبخان معا، وفي الصباح يتصفحان الجريدة معا، ويقول جدي لجدتي أحيانا: «تعالي أيتها الفتاة العجوز». فيجلسان جنبا إلى جنب على الأريكة ويتغازلان، وأعتقد أن أجمل ما في الحياة أن ترى عجوزين عاشقين.

* (مايك) 9 سنوات: جدي أصبح أرملا قبل ثلاثة أعوام، وهو يتأنق ويتعطر ويحب السهر كل ليلة خارج المنزل، وإذا مرض من كثرة السهر يذهب للمستشفى، وبعد أن يخرج يعود للسهر مرة أخرى.

وقد شاهدته يوما وهو يعاكس ويغازل إحدى الممرضات في المستشفى، دون أن يتنبه هو لي، وتظاهرت أنا بأنني لم أشاهد شيئا.

ملاحظة: لو أنني محلل نفسي لتنبأت للطفل (مايك) بمستقبل حافل، (فجينات) جده راسخة في (كروموزوماته)، وإذا كان وهو في هذه السن الصغيرة يدرك معنى المعاكسة والغزل فكيف إذا كبر؟! وينطبق عليه مثلنا الشعبي القائل: (هذا وهو بلح، وشلون لو طرح؟).

[email protected]