«القوة ليست فوق الحق»

TT

الحق فوق القسوة، والقسوة لا يمكن ان تنتصر على الحق إلا على المدى القصير، ومن أراد ان يتأكد فليعد الى التاريخ.

سقراط الذي اعدموه قبل آلاف السنين ما زال حياً يرزق، وموته الذي اعتبره البعض هزيمة للحق، هو الذي منح افكاره كل هذا النفوذ والمصداقية، وهو الذي اوصل رسالته الى الناس.. ووصول الرسالة الى الناس هو ما كان يخشاه ويسعى لتعطيله قاتلو سقراط.

المسيح عليه السلام انتصر على القوة الغاشمة.. وبعد ان كان اتباعه لا يزيدون على ثلاثة عشر شخصاً، دخل الناس في دينه افواجاً عندما شبه لهم ولقاتليه بأنهم صلبوه. أما الحسين فقد تسبب مقتله في سقوط الامبراطورية الأموية، فكان بحق اول رجل يستطيع ان يُسقط امبراطورية عظيمة وهو في جوف الأرض.

وفي العصر الحديث تعرض كل من فولتير وفيكتور هيجو الى النفي خارج فرنسا.. لقد أرسلوهم الى المنفى معتقدين انهم سيتمكنون من اقتلاع بذور التغيير التي غرسها الرجلان، لكن العنف لم ينجح في اقتلاع بذور التغيير والتطور، وإن نجح في ان يلحق الأذى بشخص هؤلاء العظماء.

الحق فوق القوة حتى لو تمكنت القوة الغاشمة من اغتيال الأشخاص الذين رفعوا لواء الحق، فان الحق نفسه سينتصر.. واللجوء الى القوة لاسكات صوت الحق هو الخطوة الأولى في طريق انتصار الحق.

اللجوء الى القوة اعتراف رسمي بالعجز والافلاس وقلة الحيلة.