الله يلعن أبوها من تجارة!

TT

استحملوني اليوم لكي (أفضفض) لكم بالبقية الباقية من غلبي ومن دمع عيوني.

أولا: لم أدخل يوما في تجارة - أي (بزنس) مثلما يطلق عليه رجال الاقتصاد - أقول: إنني لم أدخل في هذا المجال إلا وأصبت ولله الحمد بالفشل الذريع، وانطبق عليّ المثل القائل: (يا مدور الربايح رأس مالك لا يضيع)، والواقع أن رأس مالي ضاع أو يكاد يضيع، ولم يبق لي غير رأسي الصغير هذا المركب فوق عنقي والذي يشبه رأس الهدهد، لا من ناحية الحجم، ولا من ناحية التاج، ولا من ناحية المنقار كذلك، ولله في خلقه شؤون.. بل إنني في لحظة يأس كدت أطبق المثل الآخر القائل: (من حر ما به شقق ثيابه)، غير أنني وقبل أن أمزق و(أطر جيبي)، استعذت من الشيطان، وتوضأت وصليت ركعتين خاشعتين، وبعدها نمت وأنا أنتحب وأشاهق.

وعلى فكرة اعلموا رحمكم الله أنكم إذا سمعتم إنسانا ما يكثر من ترديد الأمثال (كحالاتي) فتيقنوا من دون أي تردد أن ذلك الإنسان هو على مشارف الهاوية، والله أعلم.

كل هذه المقدمة (الدرامية) التي (دبلت بها كبودكم) ما هي إلا توطئة للفضفضة المأساوية التي سوف أطرحها عليكم في هذه العجالة.

قدر لي يوما أن أدخل في شراكة تجارية مع أحد الأشخاص وانتهت كالعادة بالفشل، ويا ليتها توقفت عند ذلك، ولكن شريكي مات - أي انتقل إلى الرفيق الأعلى - وبقيت أنا وحدي في الرفيق الأسفل أطالب بحقوقنا التي لهفها أحد (النصابين) ممن لا يحلل ولا يحرم.

وداهية الدواهي ليست في ذلك النصاب، ولكنها في أرملة شريكي، التي بدلا من أن تثق بي وتضع يدها بيدي لكي نسترد حقوقنا، أصبح لا هم لها إلا أن تضع (نقرها بنقري) وتناصبني العداء والشك وكأنني أنا المتهم والمدان وآكل السمكة مع ذيلها.

ولكي أضعكم بالصورة، فليس هناك أي مقارنة عادلة بيني وبين الأرملة، فنبرة أو طبقة صوتها لا تقل بأي حال من الأحوال عن طبقة صوت مغني الأوبرا الراحل (بفاروتي)، في حين أن طبقة صوتي لا تزيد على طنين الناموسة الدائخة، طولي في حدود 172 سنتيمترا، ووزني في حدود 70 كيلوغراما، وطولها ما شاء الله يزيد على 180 سنتيمترا، ووزنها لا يقل عن 90 كيلوغراما - يعني باختصار ليس هناك أي مقارنة أو تكافؤ.

وهذا كله رغم أهميته لا يهمني إطلاقا إذا كان هناك على الأقل شوية (أدب).

وعندما أقول (أدب) فأنا أعني ما أقوله، لأن تلك المرأة سليطة ولسانها أحرش كالمبرد، فهي مثلا لا تناديني إلا بـ(تعال يا واد، روح يا واد)، وكأنني من أصغر صبيانها، وكلما قلت لها: عيب عليك تأدبي (يا حرمة)، تقلب لي الأرض عاليها على سافلها، وأقل كلماتها: ليه أنت فاكرني حيطة واطية؟! ليس كل طير ينأكل لحمه يا (...)، حق المرحوم لازم يرجع على (داير مليم)! ويبدو لي أنها متأثرة بالأفلام المصرية القديمة، لأن الملاليم لم يعد لها وجود في هذه الأيام.

ومع ذلك ألزم الصبر وأسألها: ليه أنتِ تخونيني؟! فترد عليّ وهي تدير لي ظهرها العريض قائلة: الله أعلم؟! أولاد الحرام ما تركوا لأولاد الحلال حاجة.

وكأنها تعني بذلك: نعم.

[email protected]