الغريب والرائعة

TT

لم أجد أكثر (نذالة) من ذلك الشاب الأميركي الذي أراد الانتقام من صديقته التي تركته، فتفتقت قريحته عن طريقة لئيمة، لا (يخر منها الماء) فقد جاء بالأخبار ما يلي:

«تراكمت مخالفات وقوف تجاوزت الـ100 ألف دولار على سيارة ثمنها 600 دولار فقط، بعد تركها لسنوات في مرأب تابع لمطار في مدينة شيكاغو الأميركية.

وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن (جنيفر فيتزجيرالد) تزعم أن صديقها السابق اشترى السيارة من نوع (شيفي مونتي كارلو) طراز عام 1999 من عمها مقابل 600 دولار وسجلها باسمها من دون علمها، وبعد انفصالها رغما عنه عام 2009. أراد أن ينتقم منها فترك السيارة في مرأب مطار أوهير الدولي في شيكاغو أيضا من دون معرفتها.

وبعد مرور 3 سنوات، أصدرت 687 مخالفة وقوف للسيارة تصل قيمتها إلى 105.761.81 دولار.

وتقول فيتزجيرالد إنها لم تكن على علم بوجود السيارة في المرأب، كما أن القوانين في شيكاغو تنص على قطر السيارة في حال تركها في مرأب عام لأكثر من 30 يوما، وأشارت إلى أنه لو حصل ذلك لما كانت تراكمت عليها المخالفات.

وقد فقدت المرأة رخصة القيادة بسبب ذلك.

ورفعت فيتزجيرالد دعوى قضائية ضد صديقها السابق ومدينة شيكاغو وخطوط (يونايتد) الجوية» - انتهى الخبر.

والمشكلة أن المسكينة خسرت الدعوى، على أساس أن (القانون لا يحمي المغفلين) وحكم عليها بالسجن، وما زال عداد المخالفات والفوائد يحسب عليها، وهناك احتمال أن المبلغ سيتضاعف إذا لم تسارع بتسديده خلال سنة.

هل تصدقون أنه رغم (نذالة) ذلك الشاب، فإنني معجب بخبثه، فهكذا يكون الانتقام وإلا فلا.

***

قلت لأحدهم ما رأيك أن نذهب لحضور عقد فلان على فلانة؟!، فسألني: هل تعرف ما هو العقد؟! أجبته: هو كتب الكتاب، أو توثيق الزواج، قال: صحيح كلامك ولكن لماذا أطلق عليه كلمة (عقد)؟! قلت: لقد حيرتني يا بن الناس، والله (ماني داري)، قال: لقد اعتاد الكهنة في (بابل) القديمة إذا حضر أحدهم عرسا أن يتناول خيوطا من ثوب العروس، وأخرى من ثوب العريس، ثم يربطهما بعقدة ويقدمها للعروس كرمز لما بينها وبين زوجها من رباط الحياة المشتركة، ومن هنا تداول تعبير (عقد الزواج)، قلت له: وفي الإسلام يسمى عقد النكاح، ثم أردفت قائلا: نحن عندنا تقليد أو زعم أنه إذا ربطنا طرف شماغ أو غترة العريس وعقدناه، تخور قواه في تلك الليلة ويصبح كهدبة الثوب ويغط في سبات عميق، وإذا لم نستطع أن نفعل له العقدة فعلى الأقل نشكه بالدبابيس ونحن نزفه إلى زنزانته.

***

مما هو جدير بالملاحظة، أن الله عز وجل عندما خلق الإنسان لم يطل ساعديه كالقرد، بحيث يستطيع أن يربت على ظهره، ومع ذلك فإنني إذا أعجبت بنفسي وأردت أن أدلعها، أربت بيدي اليمنى على كتفي اليسرى، ثم أربت بيدي اليسرى على كتفي اليمنى، وبعدها لا أتورع على أن أمطر أكتافي بسيل من القبلات العنيفة، وأنتهي بالرضاء التام على نفسي، كما أنها هي بالمقابل تكون راضية عليّ 24 قيراطا - يعني الحب متبادل.

***

بعثت له برسالة على تليفونه الجوال تقول فيها: علاقاتنا (غريبة ورائعة)، أنت الغريب وأنا الرائعة.

[email protected]