عام 2013 عام المراجعات!

TT

حينما حاولت أن أفكر في مواصفات العام المقبل وأن أتلمس أهم خطوطه الكاشفة، وصلت - قدر فهمي - إلى أنه عام تزداد فيه التساؤلات على الإجابات، ويكثر فيه التوتر عن الاستقرار! ففي رأيي المتواضع أن عام 2013 سوف يكون عام المراجعات الصعبة لكثير من السياسات المحلية والإقليمية والدولية تجاه الرهانات على أنظمة دول المنطقة.

سيعود رجل الشارع العربي إلى تقييم كلمة «ثورة» بشكل عميق ومتأن، وسوف يسأل هل «الثورة» هي الحل؟ وسيعود البعض إلى مراجعة مصطلح مشروع الدولة المدنية التي يقودها تيار الإسلام السياسي، وسوف يعود ويسأل: هل المنطقة مهيأة الآن للتحول إلى دولة مدنية؟ وهل فصيل الإسلام السياسي هو الأقدر على لعب هذا الدور؟

سيعود البعض إلى النظر بتمعن شديد حول رؤى بعض المثقفين الثوريين لصفة الأنظمة التقليدية المحافظة وسوف يراجعون حجم الاستقرار والنمو في عهد هذه الأنظمة وانهيار قواعد الأمن والاستقرار ومعدلات التنمية والاستثمارات والسياحة في عهد ما بعد الثورات العربية؟

إنها حالة انتقال حاد من شعور بالاستبداد إلى رغبة في الانفجار، إلى حدوث الانفجار الفعلي، ثم ارتفاع سقف الأحلام إلى مرحلة الصراع على الغنائم ما بعد الثورة وصولا إلى حالة الإحباط العام وخيبة الأمل القومية!

عام 2013 هو عام المراجعات حول ما حدث في الآونة الأخيرة من ثورات وانقلابات وتحالفات وخيانات وانتخابات حقيقية وأخرى مزورة!

عام 2013 هو العام الذي سوف تحترق فيه أصابع صانعي السياسة الأميركية برهاناتهم الإقليمية الخاطئة وبفداحة فاتورة الجهل بقواعد اللعبة في المنطقة وبحقيقة قانون الفعل ورد الفعل الذي يحكم الشارع العربي.

عام 2013 هو عام الحاجة الاستثنائية إلى الأمن والاستقرار المحلي والإقليمي كما لم يحدث من قبل، وسوف يؤدي هذا الشعور إلى أن تفاجئ الأحداث الجميع لقبول الرأي العام العربي بالكثير الكثير من الأمور التي ثاروا ضدها منذ 24 شهرا!