أوباما يلعب مع سبايدرمان

TT

بعض الأخبار التي تبدو خفيفة وعفوية قد تحمل دلالات ثقيلة وكاشفة، وإن كانت غير مقصودة بشكل واع محدد. على الأقل بالنسبة لقارئ أو مشاهد الخبر.

من هذه الأخبار صورة نشرها موقع الرئيس الأميركي باراك أوباما على «فيس بوك» وهو يمثل دور المصاب بضربات «سبايدرمان» الطفل الذي ظهر في الصورة. وحصدت هذه اللقطة استحسان الكثير من المعلقين، تعقيبا على إنسانية أوباما وتواضعه، حتى إن بعض التعليقات جنحت إلى الفكاهة.

الصورة التقطها مصور البيت الأبيض الخاص (بيتي سوزا)، والطفل هو ابن أحد العاملين في القصر الرئاسي، الذي حاول إلقاء شبكته العنكبوتية على الرئيس، فما كان من الأخير إلا أن تظاهر بأنه أصيب، مشاركا الولد في خياله، بحسب ما أوردت «الديلي ميل» البريطانية، ونقلته «العربية نت».

والخبر حظي بتعليقات ظريفة متوقعة، ومنها تعليق من سيدة تتساءل إن كان سبايدرمان (الطفل طبعا) هو جمهوري أم ديمقراطي، وغير ذلك من التعليقات.

أحببت أن أساهم في هذه التعليقات على صورة رئيس أهم دولة في العالم، وهو يقع في شباك سبايدرمان الوهمي.

السؤال المهم: هل كان أوباما يعرف أن هذا الطفل الصغير يمثل دور سبايدرمان، وأنه طفل بريء ونقي ولا يؤذي ولا يملك قدرات خارقة؟ أم أنه فعلا كان موقنا أن من أمامه ليس إلا سبايدرمان حقيقيا يحاول خداعه بهيئة طفل بريء وصغير حتى تكتمل الحيلة.

من ألقى شبكته على الآخر؟ سبايدرمان أم الرئيس أوباما؟ وأي سبايدرمان؟ الحقيقي أم الوهمي؟

ندع سبايدرمان جانبا، ونبقى مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الحقيقي ونحاول أن نعرف أي بطل خارق للعادة والزمن شاهده ولاعبه الرئيس خارج البيت الأبيض، بل خارج أميركا نفسها، وتحديدا فيما يخص منطقتنا؟

يغلبني الفضول لأعرف أي صورة يفضل أوباما أن يشاهد فيها نوري المالكي مثلا في العراق، أو بشار الأسد، أو حسن نصر الله، أو محمد مرسي، أو راشد الغنوشي.

هذا حاليا، وقبل ذلك كيف كان يرى مبارك وبن علي والقذافي وصدام حسين وأسامة بن لادن وعلي عبد الله صالح؟

تعتقدون بأي صورة من صور الأبطال الخارقين - الأشرار أو الأخيار ليس مهما - كان يرى هؤلاء الراحلين أو المرحلين عن مقعد السلطة أو حتى عن الحياة كلها؟

وكيف هي صورة الوافدين الجدد على مسرح السلطة، في عيون الرئيس أوباما، الذين وصولوا إما بتشجيع المخرج الأميركي وفعله، وإما بفرحه به؟

ندع الخيال يحلق بنا مع صور الرئيس الخيالية، ونعود إلى واقعنا الحقيقي بلا بطولات ولا أقنعة، وليس فيه من الطفولة إلا جهل أبطاله بعواقب الأمور.

[email protected]