مفاجأة من نياجرا ـ فول

TT

انتشرت في العالم كله أخبار الكشف عن حقيقة مقتل الملك رمسيس الثالث خلال مؤامرة دبرت له في الحريم الملكي؛ وكذلك أنباء العثور على مومياء ابنه بنتاؤر الذي كان شريكا في المؤامرة.

ووضح أن الإعلام متعطش لكي ينشر كشفا جديدا عن الفراعنة وسرا من أسرار حضارتهم، وبدا واضحا أيضا أن الإعلام الغربي قد شبع من نشر أخبار الاعتصامات والإضرابات التي ضربت كل مكان، ولم يعد لا الإعلام ولا المتلقي يتحمس لمثل هذه الأخبار كما كان الحال منذ عامين تقريبا. الناس يفتقدون مصر والأخبار المثيرة عن آثارها وحضارتها ومتاحفها. ولذلك لم يكن غريبا ما قاله مراسل شبكة أخبار «سي إن إن» في مؤتمر عقد مؤخرا بالغردقة ردا على اتهام للإعلام بأنه يركز فقط على الأخبار السيئة التي تضر بمصالح مصر؛ حيث قال: «إننا نتحدث كل يوم عن إضرابات واعتصامات وقطع طرق لأننا لا نجد شيئا آخر نعلنه؛ وقد كنا من قبل ننشر يوميا أخبارا شيقة عن الفراعنة سواء افتتاح متاحف جديدة أو اكتشافات أثرية مثيرة، وكنا نتسابق لإذاعة تلك الأخبار..».. إن مصر تحتاج إلى السياحة لتخرج من كبوتها الاقتصادية وليعود الأمل للمصريين في تحسن ظروفهم المعيشية، لكن كيف ستعود السياحة والناس في كل مكان بالعالم لا تسمع إلا عن الفوضى في الشارع المصري؟! لقد أذاعت قناة الـ«CNN» في أميركا أن خبر كشف مصرع الملك رمسيس الثالث وإماطة اللثام عن واحدة من أقدم جرائم القتل في العالم القديم هو أهم خبر في أعياد الميلاد وكذلك إنه الخبر الإيجابي الوحيد عن مصر خلال العامين الماضيين.

أما الجديد في مقتل رمسيس الثالث فهو أننا نعرف أن هناك مومياوات خرجت من مصر بعد اكتشاف خبيئة الدير البحري عام 1875 واشترك في تهريبها خارج البلاد أفراد عائلة عبد الرسول مع قناصل الكثير من الدول الغربية في الأقصر.. واستقرت أغلب هذه المومياوات بمتحف نياجرا – فول. وكان يوجد بهذا المتحف المومياء الخاصة بالملك رمسيس الأول والتي اشتراها متحف مايكل كارلوس بأتلانتا واستطعت بعد جهد ومفاوضات أن أعيدها إلى مصر وهي معروضة حاليا بمتحف الأقصر بجوار مومياء الملك أحمس الأول طارد الهكسوس ومحرر مصر. ولا تزال هناك مومياء أخرى لسيدة يعتقد أن تكون هي الملكة تيا زوجة الملك رمسيس الثالث والتي قادت ضده المؤامرة التي عرفت باسم مؤامرة الحريم ونجحت في قتله ولكن كشفت المؤامرة وحكم على ابنها بنتاؤر أن يشنق نفسه جزاء ما اقترفه من جرم، وتولى الحكم الوريث الشرعي للملك وهو رمسيس الرابع. وتشير الأدلة إلى أن هذه المومياء هي للملكة تيا وقد اشتراها مؤخرا متحف صغير بمدينه كانساس بأميركا.

والحال في مصر الآن لا يسمح بأي عمل علمي، ولذلك فقد طلبت من د. ألبرت زنك الذي اشترك مع الفريق المصري لدراسة المومياوات الملكية في أعمال المراجعة العلمية لعمل الفريق أن يحصل على عينة من المومياء الموجودة بأميركا ويحفظها حتى يمكننا في المستقبل أن نقارنها بمومياء بنتاؤر الموجودة بالمتحف المصري.

لا شك أن عالم الفراعنة لا يزال يخفي أسرارا مثيرة سيأتي الكشف عنها بالبحث العلمي الجاد.