في عام 2013: ابحث عن قرارك المالي

TT

إنه ذلك الوقت مرة أخرى: وقت اتخاذ قرارات كنت في السنوات التي مضت تخالفها في الغالب قبل «عيد الحب». ففي استطلاع الرأي السنوي الذي تجريه شركة «أليانز للتأمين على الحياة» عن قرارات العام الجديد، توصلت الشركة إلى أن التمرينات الرياضية أو اتباع حمية غذائية، وتحسين إدارة الأموال، وقضاء وقت أطول مع الأصدقاء أو الأقارب، والتطوع في الأنشطة الخيرية، والتخلص من العادات السيئة، كل هذا يعد من أكثر الوعود التي يقطعها الناس على أنفسهم، ومع ذلك فإن أكثر من ربع المشاركين في هذا الاستطلاع ذكروا أنهم لم يتخذوا أي قرارات للعام الجديد، أو يلتزموا بالقرارات التي اتخذوها، كما توصلت شركة «أليانز» أيضا إلى أن 84 في المائة ممن شملهم الاستطلاع أكدوا أنهم لم يدرجوا التخطيط المالي في القرارات التي اتخذوها من أجل عام 2013.

وقد كنت أرى أن هذا أمر غريب: ألا يرى من يقولون إنهم يريدون تحسين إدارة أموالهم الحاجة إلى التخطيط المالي بشكل عام. حسنا، إن السبب الذي يجعل الناس ينظرون إلى هذين الأمرين بصورة مختلفة هو أنهم لا يرون أنهم يكسبون ما يستحق القلق بشأن التخطيط المالي. وتقول كاتي ليبي، وهي نائبة رئيس شركة «أليانز» لآراء العملاء: «هناك هذا الخوف من أن يكون الناس قد أصيبوا باليأس من ضبط مستقبلهم المالي».

ويجدر بك أن تضع قرارات للعام الجديد في حياتك المالية، فإذا لم تكن سعيدا بكيفية إدارتك لأموالك، قم بتغييرها. ولا يكفي أن تركز على جانب واحد فحسب، مثل الخروج من مديونية أو إنشاء صندوق للطوارئ، فقرارك المالي للعام الجديد ينبغي أن يعني إعادة الانضباط إلى بيتك المالي بأكمله. ولكن قبل أن تقطع أي وعود، لا بد أن تقرر ما هي أفضل طريقة تتبعها كي تلتزم بقراراتك، ولا بد أن تحدد ما إذا كنت من النوعية التي تنفذ الأمور بنفسها أم أنك تحتاج إلى مساعدة من أجل توجيهك إلى تحسين إدارتك للأموال.

ولنضرب مثلا بالتمرينات الرياضية: ففي العام الماضي، قطعت على نفسي وعودا لا نهاية لها بالمواظبة على التمرينات الرياضية، وكنت ألتزم بتلك التعهدات لمدة أسبوع أو اثنين تقريبا ثم أتوقف. وبعض الناس يمكنهم إحضار الأدوات المنزلية أو شرائط الفيديو الخاصة بالتمرينات الرياضية والتمرن بإخلاص دون أي دفع خارجي، ولكنني لست من ذلك النوع، فأنا أكره التمرينات الرياضية، ولأنني أعلم ذلك عن نفسي، فقد استأجرت مدربا شخصيا منذ عدة سنوات، وعلى الرغم من حرصي الشديد على النقود، فأنا أؤمن أيضا بأنه من المقبول أن تدفع مقابل خدمة لن تفعلها أو لا يمكنك أن تفعلها بنفسك. وقد كان الأمر يستحق النقود التي أنفقت فيه لمجرد التحفيز، لذا فإنني أنوي في عام 2013 أن أعود إلى مدربي.

وتنصح ليبي بأن تفكر في التخطيط المالي كما قد تفكر في الاستعانة بمدرب شخصي، فإذا كان الشعار «افعلها ولا تخف» لا يفلح معك، فلتدع أحدهم يدفعك إلى مساعدة نفسك.

ولا ينبغي أن تكون شخصا ميسور الحال كي تطلب مساعدة مخطط مالي، إذ إنه يمكنهم فعل ما هو أكثر من مجرد استثمار أموالك، فالمخططون الجيدون سوف يركزون على إعادة الانضباط إلى بيتك المالي، حيث يمكنهم مساعدتك في وضع ميزانية، أو متابعة ديونك وموقفك الضريبي ومعاش التقاعد ومدخراتك التعليمية والتخطيط العقاري والتأمين.

وهناك الكثير من المخططين الذين يعملون مع أشخاص من جميع شرائح الدخل، ومن أفضل الطرق للعثور على مخطط مالي أن تسأل من حولك ثم تقوم بجمع التزكيات. ويمكنك البحث عن شخص ما في دائرة حياتك سبقت له الاستعانة بمخطط، كما يمكنك البحث عن مستشار عن طريق «رابطة التخطيط المالي». وحتى إذا كنت قد فشلت في الالتزام بقراراتك المالية في الماضي، حاول مرة أخرى هذا العام.

*خدمة «واشنطن بوست»