«حقوق المرأة»

TT

مع حقوق المرأة، بكل ما في كلمة حق من معان بشرية. ليس لأنني تثقفت على ذلك في «الكتاب الأخضر»، الذي اكتشف ما لم يعرف منذ بداية الخلق، وهو أن «الرجل ذكر والمرأة أنثى»، وأن «المرأة تحيض كل شهر، بعكس الرجل»، وإنما منذ وعيت على أن لجميع مخلوقات الله تعالى حقوقها، وأنه حرَّم على البشر نكران رحمته في الكائنات. ما هي حقوق المرأة؟ هذه دراسة ليست لزاوية. ولكن يشرفني أن أتابع قضاياها من خلال مطالعات راقية كما في مقالات الدكتورة أمل عبد العزيز الهزاني، التي تؤكد كتاباتها، بصرف النظر عن مواضيعها، مدى ارتقاء الفكر النسوي ونموه إلى الموضوعية والإنصاف.

نتمنى أن تدافع المرأة العربية عن نفسها بالرفعة. وما فعلته الناشطة المصرية علياء المهدي في استكهولم احتجاجا على الدستور، هو عمل مشين ومسيء إلى الدساتير وإلى الحقوق، وخصوصا إلى المرأة، عربية كانت أو سويدية أو من بوادي منغوليا. حتى في باب الجنون وفقدان الاتزان، فإن فعلتها بلغت ما هو أسوأ: فقدان الأخلاق.

لا شك أن «الناشطة» المذكورة أساءت أيضا وخصوصا إلى السويد، واستغلت معاني الحرية الفردية هناك لكي تحولها إلى حرية في القحة والابتذال.

لكن علياء المهدي حادث فردي شاذ وقبيح، في مؤدى نسائي مشرِّف ومستقيم. وتتفاوت مطالب وحقوق المرأة في عالمها وعالم الرجل على السواء، لكنها في صورة عامة في أيدي سيدات فاضلات وذوات فكر عال وخلق رفيع. وقد شعرت بحنق لأن المؤسسات العربية النسائية لم تستنكر جماعيا العيب الذي اقترفته تلك المرأة، التي لم ترَ من الحرية سوى حرية التعري في الشارع.

على أن الحادث الشاذ لا يغير التوجه العام عند المرأة العربية، التي بدأنا نجدها متقدمة في الجامعات والمستشفيات والأبحاث وفي الصحافة والآداب. وقد غَشَت النتاج الأدبي أيضا موجة من الإثارة والابتذال وطلب الشهرة عن طريق الصيت السيئ. لكنها موجة عابرة بدأت في الانحسار مثل كل الثورات العابثة التي تشهدها المجتمعات.

كثيرون منا في هذه المهنة يشعرون بالاعتزاز بانضمام الفكر والحلف النسوي. ويدركون أن ظهور قدرة المرأة في شتّى الحقول، هو أفضل السبل إلى كسب ما تستحق.