«ناصر الأسطورة!»

TT

شاهدت فيلم «جمال عبد الناصر» للمخرج السوري انور القوادري. ورغم الامكانات الجيدة جدا والتقنية العالية التي استطاع القوادري ان يوفرها لفيلمه، فان الفيلم لم يتحل بالموضوعية والمصداقية التي كنا ننتظرهما من مخرج حاول ان يصور مرحلة من اهم مراحل تاريخنا الحديث.

الفيلم كان قصيدة مديح طويلة لشخص جمال عبد الناصر، ولكنها قصيدة اكثر ذكاء وأقل مباشرة بكثير من القصيدة السينمائية الركيكة التي قدمها المخرج محمد فاضل في فيلمه «ناصر 56».

ادهشني في فيلم القوادري عدم تعرضه لمصير الراحل محمد نجيب الذي فرضت عليه الاقامة الجبرية لمجرد تمسكه بمبادئ حركة الاحرار التي قررت ان تقود مرحلة انتقالية لمدة عامين، تعود بعدها السلطة الى الشعب ممثلا في الاحزاب السياسية. ادهشني ايضا ان القوادري حمل مسؤولية كارثة 67 للمشير عبد الحكيم عامر، في نفس الوقت الذي لم يتعرض فيه من قريب او بعيد لمغامرة عبد الناصر في اليمن. اما الادهى من كل ذلك فهو الربط العجيب بين المشير عامر وصلاح نصر مدير عام المخابرات. والغريب ان الفيلم حاول ان يقول صراحة بان عبد الناصر رئيس الجمهورية، لم يكن راضيا في اي يوم من الايام عن صلاح نصر مدير المخابرات الاشهر في تاريخ مصر والوطن العربي.

ناصر القوادري لم يكن يختلف عن ناصر فاضل الا من حيث الشكل.