الرعب النووي الإسرائيلي

TT

هناك صمت عربي ودولي رهيب حول القدرة النووية الإسرائيلية المتنامية. فبعد نشر تقرير أميركي في الأسبوع الماضي يؤكد أن لدى إسرائيل مائتي رأس نووي، وأنها قادرة على الدخول إلى أكثر المواقع سرية وحساسية في وزارة الدفاع الأميركية، أعلنت تل أبيب حصولها على ثلاث غواصات نووية ألمانية وأن هذه الغواصات وصلت إلى ميناء حيفا في عملية سرية شارك فيها الرئيس كلينتون شخصياً.

إسرائيل دولة صغيرة في الشرق الأوسط، ولكنها قادرة على قتل أطفالنا وقتل الحياة في كل منطقة الشرق الأوسط، ويمكن لأي عمل متهور في تل أبيب، أو حتى خطأ غير مقصود، أن يحيل حياتنا جحيماً في لحظات.

الرعب النووي الذي تمارسه إسرائيل في منطقتنا هو خطر على السلام الإقليمي وعلى السلام الدولي برمته. ولا يجوز أن يتعامل العرب بدم بارد في هذه القضية في وقت تتحدث فيه إسرائيل عن السلام، وتظهر أمام الرأي العام العالمي كضحية وليست كمجرم.

نعرف الإمكانيات العربية المتواضعة في الساحة الدولية. ولكن هذه القضية ذات حساسية خاصة في كثير من المجتمعات المتحضرة. ولا بد من وجود مؤسسة عربية تعنى بمسألة التسلح النووي الإسرائيلي وتلاحق هذا الملف، وتتابع قضية رفض إسرائيل التوقيع على معاهدة حظر انتشار السلاح النووي.

في كل مباحثات السلام العربي ـ الإسرائيلي لم تطرح هذه القضية الخطرة. وفي المباحثات المتعددة الأطراف التي كانت تعقد قبل سنوات، كان بعض المفاوضين العرب ومن بينهم الفلسطينيون يتجنبون طرح هذا الملف، أو حتى وضعه على جدول الأعمال.

الشرق الأوسط برمته مهدد بكارثة نووية. والجيل العربي الذي يفاوض إسرائيل يتصرف وكأنه لا مسؤولية لديه تجاه الأجيال القادمة التي ستعيش تحت الرعب النووي الإسرائيلي. والقضية كبيرة وخطرة، وأخطر ما فيها الصمت الرهيب لأمة مهددة بالموت دون أن تحرك ساكناً.