تصريحات السياسي المحنك (العريان)

TT

الرئيس المصري الدكتور (محمد مرسي) في كلمة سابقة له، وصف اليهود بأنهم أحفاد القردة والخنازير، وكانت هذه غلطة وقع فيها الرئيس، وكان من الممكن تحاشيها نهائيا، لأن هذا الوصف أو الصفة معروفة لغالب المسلمين عن اليهود حتى لو لم يقولوها.

ولكن بما أنها صدرت من رئيس أكبر دولة عربية، فقد استغلتها بعض المنظمات المعادية للعرب، واتهمته بالتهمة الجاهزة، آلا وهي معاداة السامية، وهذه التهمة لها حساسية كبيرة في الغرب.

وزاد الطين بلة أن الناشط الإخواني (صفوت حجازي) في الوقت نفسه تقريبا خطب خطبة غير عصماء قال من ضمن ما جاء فيها: إننا رايحين بالملايين على القدس.

ويبدو أن جماعة الإخوان قد فطنت إلى تلك الغلطة التي جاءت في غير وقتها المناسب، فأرادت أن تمحوها، أو على الأقل تعتذر أو تخفف من وقعها.. فأرسلت على وجه السرعة (عصام العريان) - وهو القيادي في الجماعة، ويعتبر كذلك (فيلسوف ومنظر) الجماعة - أرسلته إلى أميركا ليجمل وجه الجماعة، وأنهم لا يضمرون لليهود أية كراهية أو نيات سيئة.

وفعلا بعدما عاد إذا به يطلق أو يفجر دعوته التي صمت الآذان، والداعية لليهود الذين كانوا يستوطنون مصر ثم خرجوا منها، يدعوهم للعودة لها على الرحب والسعة، ومعلوم أنه في بداية الخمسينات الميلادية كان في مصر ما لا يقل عن مائة ألف يهودي وكلهم يحملون الجنسية المصرية، هذا عدا عن أكثر من مليون أوروبي.

وبدلا من أن يكون تصريح (العريان) إيجابيا، إذا به بالعكس ينقلب إلى سلبي جدا، حيث إن الصهاينة الخبثاء وجدوها فرصة سانحة، فقامت الحكومة الإسرائيلية على وجه السرعة، وكلفت مدير عام إدارة الأملاك بوزارة الخارجية، بإعداد مشروع قانون، سيطرح على (الكنيست)، يلزم الحكومة الإسرائيلية بمطالبة السلطات المصرية برد أملاك اليهود المصريين الذين تركوا المدن المصرية المختلفة، وأن يعودوا كيفما شاءوا سواء هم أو أبناؤهم أو أحفادهم.

ثم أعجبتهم الفكرة أكثر فطوروها إلى مشروع ينقسم إلى قسمين:

القسم الأول: يطالب كلا من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا وسوريا والسودان والعراق ولبنان والأردن والبحرين واليمن بأملاك (850) ألف يهودي، وقيمتها (300) مليار دولار.

القسم الثاني: يطالب السعودية بدفع تعويضات تتجاوز (100) مليار دولار مقابل أملاك اليهود التي كانت في الجزيرة العربية منذ عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم.

طبعا تعرف إسرائيل أن هذا غير ممكن إن لم يكن مستحيلا، ولكنها لم تكن غبية حتى تترك هذه الفرصة الرائعة تضيع عليها، وهي الفرصة التي أتت لها دون أن تتوقعها (كهدية بزبدية)، فأخذت تعزف عليها لتظهر للعالم كم أن اليهود مضطهدون ومظلومون.

كل هذا حصل بسبب تصريحات السياسي المحنك (العريان).

هذه هي البداية مع الإخوان، ولا أدري كيف تكون النهاية؟! ولكن لدينا مثل دارج يقول: (العيد يبان من عصاريه).

[email protected]