هل يصل العشق إلى هذه الدرجة؟!

TT

كتب الأستاذ عبد الله الجعيثن يقول: «ذهبت إلى الطبيب أشكو من جفاف الأنف، فوصف لي قطرة صغيرة (10 مللتر)، سعرها 65 ريالا، قرأت النشرة فإذا القطرة تتكون من (زيت السمسم) النقي فقط..

وذهبت إلى البقالة، فوجدت القارورة من زيت السمسم المعصور على البارد، والمستخرج من السمسم السوداني الممتاز بثمانية ريالات، ومحتواها ربع لتر، أي ضعف محتوى القطرة 25 مرة، ومعنى هذا أن شركة الدواء باعت نفس كمية قارورة الزيت بمبلغ 1625 ريالا، أي بأكثر من 200 ضعف الزيت العربي، الذي أرجح أنه هو مصدر القطرة ذاتها» - انتهى.

وهذا يا عزيزي عبد الله هو مثلما ذكرت ما يسمى (القيمة المضافة).

وإليك مثل آخر: فلو أن هناك قطعة حديد لا تزيد قيمتها على خمسة دولارات مثلا، وصنعت منها (حدوة) حصان لارتفع ثمنها إلى عشرة دولارات، فإذا صنعت منها (إبرا) صار ثمنها ما لا يقل عن ثلاثة آلاف دولار، أما إذا تطورت وصنعت منها (زنبركات) للساعات لتعدى سعرها ثلاثمائة ألف دولار.

وها هي دولة كإيطاليا لا تنتج ولا برميلا واحدا من البترول، ولكنها تستورده وتصنعه في مجالات شتى، ودخلها من هذه (القيمة المضافة) يعادل - إن لم يزد - دخل أي دولة بترولية من دول الشرق الأوسط.

وما يقال عن هذه السلع أو الخامات، ينطبق على الإنسان الفرد في حياته كذلك، فهناك من يظل طوال عمره الإنسان الخام ذا (البعد الواحد)، وهناك أيضا في المقابل الإنسان الذي يطور نفسه ويبدع لتكون له أبعاد أربعة لا ثلاثة، وهذه الأبعاد هي (القيمة المضافة).

لست برجل اقتصاد ولا اجتماع، ولكنني أحببت أن أدلي بدلوي بقدر ما أستطيع، متأسيا بالمثل القائل: (مع الخيل يا شقرا).

***

مجنون ليلى في هذا العصر هو رجل تركي يدعى رمضان غلوم التقى فتاة بريطانية في قبرص تدعى (كدرتني موراي)، وهام عشقا بها، ويبدو أنها استخفت بعقله ولم تبادله ذلك العشق، وسافرت إلى بلادها وتركته، ولم ييأس وقرر اللحاق بها، وقطع تلك المسافة مبحرا وحده على قارب صغير، واعتقل في إسبانيا لعدم وجود أوراق ثبوتية كافية معه، ولكنه استطاع بشكل أو بآخر أن يفلت منهم، وواصل رحلته المليئة بالمخاطر حتى وصل إلى الجزيرة البريطانية بعد ثمانية أشهر، وحيث إنه يعرف عنوانها في اسكوتلندا فوجئت به ليلا يطرق باب منزلها، وفتح الباب له زوجها (الفحل)، وعندما عرف مقصده تناول مضرب (البيسبول) ودشدش به عظامه، ثم اتصل بالبوليس، الذي نقله إلى المستشفى وهو بين الحياة والموت.

وقالت الفتاة عندما استجوبوها: صحيح أنني تعرفت عليه، ولكنه رجل مجنون. وبعد أن تشافى أودع في مصح عقلي لفترة، ثم شحن بالطائرة مطرودا إلى تركيا.

سؤالي هو: هل يصل العشق بالإنسان إلى هذه الدرجة؟!

بالنسبة لي: ممكن، ولكن بطريقة أسلس وأريح وآمن وأضمن وأمتع، بعيدا عن مضرب (البيسبول).

[email protected]