مؤامرة كبرى ضد الزعيم

TT

بعد فترة من القرارات الخاطئة، وظهور عيوب صارخة في أسلوب صناعة القرار، وصلت الأمور إلى مرحلة شديدة الخطورة سياسيا واقتصاديا وأمنيا، مما استدعى قيام كبار المستشارين الخاصين بالزعيم العربي لتحذيره من انفلات الأمور وضرورة قيامه بمحاولة أخيرة لإقناع الرأي العام بأن المعارضة هي وحدها المسؤولة عن تدهور الأوضاع. وجاء الاقتراح بعقد مؤتمر صحافي عالمي يستطيع فيه الزعيم مخاطبة الرأي العام.

وفي ما يلي بعض مما جاء في هذا المؤتمر:

سؤال: كيف تقيمون الأحداث المؤسفة الأخيرة؟

الزعيم: مؤامرة قذرة، من قوى قذرة، ذات أهداف قذرة، تهدف إلى الاستيلاء على السلطة الشرعية لإقامة نظام بديل «قذر»!

سؤال: هل هناك أي أدلة حول هذه الاتهامات؟

الزعيم: هذه معلومات مؤكدة من جهات أمنية موثوقة، وسوف تكشف التحقيقات عن تفاصيل تلك المؤامرات!

سؤال: ولماذا تستبق التحقيقات، ولماذا لا تترك الجهات المسؤولة هي التي تعلن الحقائق على الرأي العام؟

الزعيم: أنا بحكم وضعي في أعلى مقاعد السلطة، أطلع على معلومات ووثائق ودلائل لا يرقى إليها الشك، لذلك أرجو أن تصدقني الجماهير.

سؤال: لكنك يا سيدي لست جهة تحقيق، أنت أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، وكل الدساتير العالمية المحترمة تقوم على أن السلطات ثلاث: تنفيذية، وقضائية، وتشريعية، وعلى ضرورة الفصل بينها.

الزعيم: أنا لا أتدخل في ما بين السلطات، لكنني بحكم مسؤولياتي أحذر من المخاطر المحدقة بالبلاد حتى ننبه الناس إلى المؤامرة الكبرى التي تحيط بهم.

سؤال: هل هناك أطراف إقليمية ودولية متورطة في هذه المؤامرة المزعومة؟

الزعيم: طبعا، طبعا، هناك أموال عربية وتدريبات في مؤسسات دولية، وهناك تسجيلات صوتية وفيديوهات مثيرة للغاية!

سؤال: وهل ستوجهون اتهامات صريحة لهذه الدول؟

الزعيم: لا. نحن سوف نراعي المصالح العليا المشتركة التي تربط بيننا وبين هذه الدول.

سؤال: هل ستعلنون أسماء المتآمرين؟

الزعيم: يكفي أنهم يسمعونني الآن، وهم يعرفون أنفسهم!

سؤال: هل سيؤثر ذلك على علاقتك بالمعارضة؟

الزعيم: بالطبع بعدما يثبت تآمرهم ضدي!

سؤال: ولكن لا يوجد دليل على المؤامرة؟

الزعيم: يكفي ما قلته لك الآن!

وانصرف الزعيم غاضبا بسبب «قلة أدب» رجال الإعلام، الذين ثبت له - أيضا - أنهم شركاء في المؤامرة الكبرى ضده.