تحدثت بالأمس عن اهتمام شركات إنتاج وبيع الاسطوانات الكبرى في كل من فرنسا وبريطانيا بتراثنا الغنائي والموسيقي.. فما لا يمكن أن تحصل عليه من نتاجات مبدعينا الكبار في دولنا العربية، ستتمكن من الحصول عليه هناك بكل سهولة.. وفي حالة عدم حصولك على الاسطوانة التي تريد من على رفوف المحل، يمكنك أن تطلب ما شئت من الاسطوانات وما على المحل إلاّ أن يوفرها لك في مدة لا تتجاوز الأسبوعين على أكثر تقدير.
هذه الدول أصبحت معنية بالحفاظ على تراثنا أكثر منا، وهو شيء أرى أنه طبيعي رغم أنه يبدو للوهلة الأولى غريباً.. فعبد الناصر مثلاً قرر بمجرد نجاح حركة الأحرار في الوصول إلى الحكم، منع بيع وتداول وإذاعة أغنية «الفن» التي كانت من الناحية الموسيقية، واحدة من أهم أعمال عبد الوهاب. هكذا بجرة قلم من الزعيم الملهم يتم منع إذاعة وتداول واحد من أهم الأعمال الغنائية في تاريخ الموسيقى والغناء العربيين الحديث! والأمثلة لا تقتصر على أغنية «الفن» فقط، فالبعض يقول إن عبد الناصر «أصدر قراراً بمنع إذاعة أغنية «البوسطجية اشتكوا»، لأن أباه كان بوسطجياً».. وقد رأى الزعيم الملهم وقتها أن أعداء الثورة تآمروا للسخرية من شخص الزعيم ومن الثورة ككل، عن طريق هذه الأغنية التي جاءت لتذكر الزعيم الشعبي بأصوله الشعبية! إنه عالمنا يا سادة.