صحيح.. أنا مالي ومال الغلب (!!)

TT

يوم الجمعة هو يوم مبارك ومشهود، ليس لأنه يوم (إجازة) فقط، ولكن لأن الله فضله على أيام الأسبوع.

كما أن أبا هريرة - رضي الله عنه - أكد ذلك الفضل بروايته لحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: من اغتسل يوم الجمعة غسل جنابة - أي (استحم أو تروش)، حتى لو لم يكن جنبا - ثم راح، فكأنما قرب بدنة - أي جملا أو ناقة - ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام، حضرت الملائكة يستمعون لذكره. (أخرجه البخاري وأيضا مسلم).

كتبت هذا الكلام في يوم الأربعاء وبعد غد - أي اليوم - هو يوم الجمعة بالطبع وليس الأربعاء، وإنني أتمنى بل إنني عاقد العزم إن شاء الله على أن أقرب بدنة أو على الأقل كبشا أقرن، وذلك بتبكيري للذهاب إلى المسجد، لأنني للأسف في الجمعة الماضي لم أستطع أن أقرب سوى بيضة وفي آخر لحظة، حيث إنني وصلت وكان الإمام قد أنهى خطبته وكبر للصلاة.

* * *

هو رجل يمون علي وأنا كذلك أمون عليه، وبيننا زيارات عائلية، وهو يعتقد متوهما أن لدي قليلا من الذوق، لهذا طلب مني أن أرافقه مع زوجته للذهاب إلى المنزل الجديد الذي لم يسكنه بعد لكي يستشيرني وأعطيه بعض ملاحظاتي.

وأخذنا نتجول في أنحاء المنزل، وعندما دخلنا إلى غرفة المعيشة، أخذا يتناقشان حول ورق الجدران الملصق فيها، ولاحظ هو بانزعاج عدم مبالاة زوجته حيال رداءة العمل في ذلك الورق، فقال لها بحدة: المشكلة التي بيني وبينك (يا فلانة) أنني دائما أنشد الكمال، وأنت على النقيض بعكسي تماما.

وأعجبتني هي عندما ردت له (الصاع صاعين) فورا، عندما قالت له: هذا هو عين الصواب و(عز الله إنك ما كذبت)، وهذا ما يفسر لماذا أنت تزوجت مني، ولماذا أنا تزوجتك.

وما إن تفوهت هي بذلك حتى كادت أن تنشب خناقة بين (البصلة وقشرتها)، وكنت في الواقع في موقف حرج جدا، فأنا من ناحية لا أريد أن أتدخل بينهما، وفي الوقت نفسه لا أريد أن «يهزئا» نفسيهما أمام العمال غير البعيدين والذين يسمعون صراخهما.

وسحبت الرجل من كتفه وأخرجته من الغرفة لكي أهدئ عليه قائلا له: المسألة لا تحتاج إلى كل هذا الزفزه، هون عليك فهي أولا وأخيرا أم عيالك حتى لو كانت حية رقطاء، خذها يا أخي على قد عقلها، قلت هذا من دون أن أنتبه إلى أنها كانت تتبعنا، وما إن سمعت هي وصفي لها، حتى تركت زوجها وفتحت (جاعورتها) علي، وانطلقت تقذفني بالكلمات وكأنها مدفع رشاش، ووقفت صامتا و(متبلما) لا أدري كيف أرد عليها!

والله يلعنها من استشارة، أنا مالي ومال الغلب (!!).

* * *

صدق من قال: إن قدرة الإنسان على العدالة تجعل الديمقراطية ممكنة.. ولكن ميل الإنسان إلى الظلم يجعل الديمقراطية ضرورية!

[email protected]