أبحث عن شيخ جهبذ

TT

اتصل بي يريد أن يستفتيني في (معضلة) شرعية، فقلت له معتذرا ومستغربا: ليه هوه انت فاكرني مفتي؟! ابعد عني وابحث عن غيري الله يرضى عليك، فإنك قد اتصلت على الرقم الغلط، فأنا أجهل خلق الله بالقضايا الشرعية، ولا أفهم ولا أطبق غير أركان الإسلام الخمسة وما عداها فمحسوبك (صفر على الشمال).

تأسف لي وأراد أن ينهي المكالمة، لولا أنني استمهلته قليلا عندما حرضني حب الاستطلاع الذي يطلقون عليه اسم (اللقافة)، فسألته: هل تورطت أنت لا سمح الله واقترفت ذنبا يقام عليه الحد؟!.. فقال: «لا أبدا، لكن هناك قريبا لي استنجد بي لأفك له ذلك اللغز أو (الشربكة) التي وقع فيها». عندها عقدت العزم على أن أسمعها وأطرحها عليكم، فلعل وعسى أن يقرأها شيخ جهبذ يحصل على يديه تفكيك وانفراج لتلك المعضلة.

فعدت مرة ثانية أسأله بعد أن (تنحنحت) مثلما يتنحنح المشايخ كالعادة ولم ينقصني غير المشلح والثوب القصير والشماغ من دون عقال لتكتمل قيافتي، وقلت له: هل قريبك ذاك متأهل، أي متزوج؟! قال: «نعم، بل إن زواجه هو لب المشكلة»، قلت: لا حول ولا قوة إلا بالله وصدق من قال (ابحث عن المرأة). وللمرة الثالثة رجعت أسأله هل زوجته تلك ضربته مثلا، أو طمحت عنه، أو فضحته وشهرت به!!.. قال: «أبدا أبدا، ويا ليت ذلك هو الذي حصل، فالقضية أكبر من ذلك كثيرا».

الواقع أنني ما إن سمعت ذلك حتى (حليت) الحكاية بخاطري، ممنيا نفسي بخبر يشبع رغباتي الدفينة التي لا تتغذى إلا على مصائب الآخرين ونكباتهم وهزائمهم، فاستعجلته بالكلام أن يحكيها لي على وجه السرعة ومن دون تردد. قال: «الحكاية وما فيها أن قريبي ذاك هو في العشرينات من عمره، وقد تزوج من امرأة في الأربعينات من عمرها، وهي أرملة لها بنت في التاسعة عشرة من عمرها، وشاهدها والده وأعجب بها وتزوجها، وقال لي قريبي: (صار أبوي زوج ابنتي، وصرت أنا عم أبوي، ولما ولدت زوجتي صار الولد حفيد أبوي)، وبما أن ولدي أخو زوجة أبوي اللي هي خالتي، صار ولدي خالي، ولما ولدت زوجة أبوي صار الولد أخوي من أبوي، وفي الوقت نفسه حفيدي، لأنه حفيد زوجتي من ابنتها، وبما أن زوجتي صارت جدة أخوي، فهي بالتالي جدتي وأنا حفيدها، وبذلك أصير زوج جدتي وحفيدها، لأنها جدة أخوي، وعلى هذا الأساس أصير أنا جد نفسي وحفيدها في الوقت ذاته».

وقطعت عليه استرساله بعد أن (تمخول) عقلي وسألته: هل قريبك ذاك يتعاطى الحشيش؟!.. فنهرني قائلا: «استغفر الله.. كيف تقول هذا؟!». أنهيت المكالمة قائلا له: اغرب عن وجهي ثكلتك أمك، وابحث عن غيري.

والآن ما رأيكم حفظكم الله في هذا الغثاء؟!

[email protected]