هل أصمت أم أتكلم؟!

TT

من المعروف أن الشعب الفرنسي مغرم بتخليد ذكرى ضحاياه، وتجد على ناصية كل شارع من شوارع باريس لوحة سجلت عليها أسماء أهل الحي الذين سقطوا خلال احتلال الألمان في الحرب العالمية الثانية.

والمفارقة التي أذهلتني هي أن (بوليغار سباستبول) كان هو الذي سجل أكبر نسبة من الضحايا، واعتبروه شارع البطلات.

ومن لا يعرف هذا الشارع في ذلك الوقت، أقول له: إنه شارع البغايا.

ولا أدري إلى الآن بأي سلاح وكيف حاربت نساء ذلك الشارع! ولكن لا شك أنني أكبر كفاحهن، والحمد لله أنني لم أكن من ضحاياهن، وسبحان من يضع سره في أضعف خلقه، وأكثرهن مواهب.

* * *

مؤكد أن السعودية هي من أكثر دول العالم بابتعاث أبنائها في الدراسة بمختلف التخصصات في دول العالم المتعددة، إذ وصل عدد المبتعثين إلى الآن إلى ما يزيد على 150 ألف مبتعث.

وأمس كنت عند صديق وبيننا إبريق من الشاي البارد والسامج، ويبدو أن الرجل كان فخورا بابنه المبتعث، فقال لي دون أن أسأله: قبل يومين اتصل بي ابني - حرسه الله - وأخبرني أنه أطلق لحيته، غير أنه كان في حيرة وأخذ يطلب رأيي هل أستمر في إطلاقها أم أحلقها؟ فقلت له: استفتِ قلبك يا بني، قال: لقد استفتيت في الأمر ما لا يقل عن ثلاثين شخصا، فجاءت آراؤهم متساوية بحيث لا ترجح كفة، فقلت له مازحا: أكيد الفتيان نصحوك بتركها، بينما ارتأت الفتيات أن تحلقها، فصدمني عندما قال: لا، طال عمرك، الواقع أنني لم أطرح سؤالي إلا على الفتيات فقط - انتهى.

عندها قلت له: أرجوك صب لي فنجال شاهي ولكن دون سكر لو سمحت، لقد هيضتني وذكرتني (بعصر مضى وفنون)، عندما كانت لي لحية تشبه لحية (غيفارا) ولم أسأل وقتها لا بنت الأرض وبنت السماء، فقد كانت لي فيها مآرب أخرى، لا تمت إلى الثوار بأية صلة.

* * *

عجبت من إعلان تحذيري ينصح بعدم استخدام مبيد للقضاء على آفات النباتات، حيث إنه ثبت مختبريا وعمليا أنه يحول ضفادع الأعشاب الذكور إلى إناث.

إلى هنا والإعلان التحذيري مبلوع، ولكنه استطرد كذلك من تحذير الرجال من أكل ثمار الأشجار التي يستخدم فيها هذا المبيد، وعليهم أن يأخذوا العبرة من ذكور الضفادع... يا ساتر.

* * *

صدمني شخص عندما ضاق ذرعا بي وسألني: هل تريد الصراحة أم بنت عمها؟!

قلت له: طبعا أريد الصراحة.

قال: أنت إذا لزمت الصمت تأكد لي أنك جاهل، أما إذا تكلمت فلم يعد لدي شك في ذلك.

قلت له: كثر خيرك.

وبعدها تعرفط وجهي.

[email protected]