الإخوان «الفاطميون»!

TT

أبطال المشهد الحالي في مصر هم رجال القانون والقضاء وذلك بالسرعة الهائلة الحاصلة في المشهد القضائي في مصر مع صدور الأحكام تلو الأخرى في قضايا مختلفة وبالذات وتحديدا في قضايا تخص الشخصيات المحسوبة على نظام حسني مبارك والتي يستمر القضاء المصري في إصدار قرارات إخلاء سبيلها الواحد تلو الآخر، أسماء مهمة ومن النخاع الشوكي للنظام السابق مثل احمد فتحي سرور وصفوت الشريف وزكريا عزمي وسامح فهمي وغيرهم، واليوم ينتظر الناس حكما بعد أقل من اسبوعين عن نقض الحكم السابق الصادر بحق الرئيس السابق حسني مبارك والخاص بقتل المتظاهرين، ويتوقع الكثيرون أن يحصل فيه الرئيس مبارك على حكم البراءة ويطلق بالتالي سراحه وهناك «مخرج» قانوني وسياسي يتحدث عنه بعض الشخصيات القانونية النافذة في مصر، فالنظام الحالي يدرك أن الرئيس «نظريا وعمليا» ممكن أن يقاضى بنفس التهم التي يحاكم عليها مبارك أي بقتل المتظاهرين، فمصر شهدت سقوط أرتال من القتلى في مواقف ومشاهد مختلفة، واليوم بالتالي بات النظام في مصر حريصا على اغلاق الملفات القديمة التي استهلكت وقتا وفتحت جبهات يرى النظام اليوم أنها لم تعد مجدية وبات بالتالي مهتما بتأسيس أولويات جديدة، ولعل أغربها هو الانغماس في المتعة السياسية الإيرانية بشكل غريب، فمن غير الواضح ما إذا كان الذهاب لإيران هو ملاحقة بالجزرة الاقتصادية الموعودة التي تقدمها إيران (وهي وعود اقتصادية واستثمارية وسياحية كبيرة لدولة غير قادرة أن تقدمها لنفسها) أم أنه نكاية سياسية في دول مجلس التعاون الخليجي الذين لدى بعضهم موقف استباقي وشك من مواقف الاخوان المسلمين السياسية.

وعند سؤالي لأحد الساسة المصريين المخضرمين محاولا فهم منه موقف الاخوان المسلمين تجاه إيران بالذات، فابتسم الرجل لي وقال لي بدهاء «واحنا مالنا! اثنين مرشدين بيلعبوا مع بعض» ولم أتمالك نفسي من الاحساس بالقلق من القراءة بين السطور في نوايا وأجندات الطرفين وكيف أن الغاية تبرر اي وسيلة وأن هناك «سقوطا» كبيرا يقود الفريقين إلى مستوى بشع وغير مسبوق. إيران تحن إلى مصر الفاطمية وتريد أن تساهم في إعادة إحيائها بأسلوبها وطريقتها وبفكرها وبثقافتها، وهناك الاخوان الراغبون في الاستفادة من نهم إيران «لغزو» مصر الكبرى واحتلال قلب العالم العربي واستغلال هذا النهم لتمويل الكثير من خطط ومشاريع الاخوان الكثيرة في مصر وخارجها.. إنه زواج مريب يتخطى المتعة والمسيار إلى شيء مقزز لم يفتِ به أحد من قبل. هذا «التقارب» غير البريء سينعكس سلبا على سوية العديد من الملفات والعلاقات وسيفاقم أوجه القلق والتوتر والشك والخوف، وهنا أطراف سعيدة جدا بهذا التطور لأنه يحقق غاياتها وطموحاتها التي حلمت طويلا لأجلها.

أيام صعبة قادمة والحذر بات جدا مطلوبا.