حقائق بسيطة عن سلامة المرضى

TT

ضمن إصدارات منظمة الصحة العالمية حول سلامة المرضى، تشير المنظمة إلى حقائق عشر، ولعل أولها أهمها، وهو أن سلامة المرضى حاليا هي قضية عالمية ذات صفة عالية الأهمية في الصحة العامة. وبالمقارنة مع أنواع الصناعات والخدمات الأخرى، فإن الصناعات ذات المخاطر المتوقعة بشكل أعلى، مثل الطيران والمحطات النووية، لديها سجل سلامة أفضل بكثير من الرعاية الصحية. وتحديدا في المقارنة، هناك احتمال تعرض واحد مسافر، من كل مليون مسافر، للأذى أثناء وجوده في الطائرة. وفي المقابل، هناك احتمال تعرض واحد مريض، من بين كل 300 مريض، للأذى خلال توفير الرعاية الصحية.

وتشير التقديرات إلى أن في البلدان المتقدمة يتضرر واحد من بين كل 10 مرضى أثناء تلقي الرعاية الصحية في المستشفيات، حيث يمكن أن يكون سبب الضرر مجموعة من الأخطاء أو الأحداث السلبية. وفي البلدان النامية، يكون احتمال تعرض المرضى للأذى في المستشفيات أعلى منه في الدول المتقدمة. وتحديدا فإن خطر الإصابة خلال تلقي الرعاية الصحية في بعض البلدان النامية يصل إلى 20 ضعفا ما هو حاصل في البلدان المتقدمة. وأنه في أي وقت من الأوقات، ثمة 1.4 مليون شخص في العالم يعانون من العدوى المكتسبة في المستشفيات، وأن مجرد الحرص على تحقيق نظافة اليدين هو الخطوة الأهم والأقوى في سبيل الحد من حوادث حالات العدوى الناشئة في منشآت تقديم الرعاية الصحية وحالات تطور مقاومة الميكروبات للمضادات الحيوية، وأن الجراحة من التدخلات الصحية الأكثر تعقيدا، وأن أكثر من 100 مليون شخص في كل عام تتطلب معالجتهم بالمستشفيات العلاج الجراحي لأسباب طبية مختلفة. وعلى الرغم من هذا، فإن المشكلات المرتبطة بالسلامة الجراحية في البلدان المتقدمة تبلغ نحو نصف الأحداث السلبية التي يمكن تجنبها والتي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة أو العجز.

والمثير للدهشة هو تقرير المنتظمة لحقيقة مفادها أنه على الرغم من توفر بعض الأجهزة الطبية المتقدمة في الدول النامية، فإن 50 في المائة منها إما لا تستخدم أو أنها لا تستخدم بطريقة صحيحة للاستفادة منها في تشخيص الأمراض أو معالجة المرضى أو لا توجد المهارات والخبرات لاستخدامها بطريقة أمثل وبطاقة أقصى للمعالجة أو التشخيص الطبي. وبالنتيجة يتضرر المرضى نتيجة لعدم التشخيص أو عدم الاستفادة العلاجية من تلك الأجهزة الطبية المتوفرة في المستشفيات. والواقع أن تشخيص الأمراض المهمة كجلطة القلب أو ارتفاع السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكولسترول أو كثير من الأورام وغيرها، وتفادي كثير من الأضرار التي قد تقع على المرضى، لا يتطلب أجهزة طبية معقدة. وعلى سبيل المثال، يفيد بشكل كبير استخدام جهاز تخطيط القلب لتوقع احتمالات وجود جلطة في القلب، ويتعزز هذا التوقع حسب نوعية شكوى المريض ونتيجة تحليل دم بسيط لأنزيمات القلب. لا يتطلب تشخيص متابعة ارتفاع ضغط الدم سوى الحرص على استخدام جهاز بسيط معروف لقياس ضغط الدم. وكذا الحال في السكري. وتفيد بشكل كبير أجهزة بسيطة نسبيا للأشعة السينية أو الموجات الصوتية في متابعة كثير من الحالات الصحية ومعالجتها بشكل صحيح وآمن للمرضى.

* استشاري باطنية وقلب

مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]