لا خلافة في الفن

TT

في الفن لا أحد يخلف احداً، ولا احد يستطيع ان يأخذ مكان احد، ولا أحد يستطيع ان يرث احداً.

مشكلتنا كعرب اننا لا نفهم ذلك، ربما لاننا نتعلق برموزنا اكثر من اللازم، فلا نتصور ان موهبة جديدة يمكن ان تصنع لنفسها شخصية فنية مختلفة عما الفناه عبر عطاءات الاجيال السابقة.

هذه المقارنة المستمرة بين المواهب الفنية الجديدة وبين المواهب التي سبقتها تؤدي إلى ظلم الفنان الجديد في بعض الأحيان، وتؤدي إلى ظلم الفنان القديم في احيان اخرى، وتؤدي إلى ظلم الاثنين معا في معظم الاحيان.

مثلا مقارنة محمد هنيدي بعادل امام فيها ظلم كبير لعادل امام، وفيها خطورة حقيقية على مستقبل هنيدي، وبالتالي فيها ظلم كبير لهنيدي نفسه.. ومقارنة محمود حميدة برشدي اباظة فيها ظلم لرشدي اباظة، الذي كان علامة من علامات السينما المصرية، وفيها ظلم ايضا لحميدة الذي استطاع ان يصنع لنفسه اسلوبا متميزا وليس له علاقة بأسلوب رشدي اباظة او غيره من النجوم.. وبالنسبة لي شخصيا فإنني اعتقد ان محمود حميدة اضاف عبقا جديداً للاداء السينمائي عن طريق الافاضة في التلقائية والواقعية مستفيدا من متابعته للسينما الاجنبية التي تقدم شخصيات من لحم ودم.. شخصيات قد تشتم وتنفعل إلى درجة تخرجها عن اللياقة والتهذيب المصطنع. في الفن لا أحد يخلف احداً.