أستاهل الضرب بالورود

TT

خطب (معاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنه في يوم شديد الحر، وكان سمينا جسيما، ورأى ازدحام الناس فقال: «الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد فإن الله خلقكم ولم ينسكم، ووعظكم فلم يهملكم، فقال: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)» ثم نزل وأقام الصلاة، وكانت هذه الخطبة من أقصر خطب يوم الجمعة في التاريخ.

وهذا التصرف ما هو إلا شفقة منه على المصلين.

وبالمقابل مع اختلاف الزمان والمكان والظروف ففي عام 1870 حدث في أميركا الشمالية أن اكفهر الجو فجأة وبدأت في السماء ألسنة حمراء كاللهب، وصحب ذلك هبوب ريح عاصفة، فخيّل للناس أن يوم القيامة قد حل، وكان مجلس النواب الأميركي في ذلك الحين منعقدا فغادر أكثر الأعضاء أماكنهم وطالب الباقون بفض الجلسة، فقال لهم الرئيس: «إن القيامة قد تكون الساعة وقد لا تكون، فإذا لم تكن فلا معنى لفض الجلسة، وإذا كانت فإنني أوثر أن نلتقي خالقنا ونحن نؤدي واجبنا».

***

الحمد لله أنني لا أفهم ما يسمى (بالبورصة)، وكنت دائما أعتبرها نوعا من (المقامرة)، وكثيرا ما كان أحد الأصدقاء يسخر من كلامي ويرميني بالجهل - وهو بالمناسبة حائز شهادة الدكتوراه في علم الاقتصاد من جامعة (ستانفورد) بأميركا - وحصل ما حصل عندما انهارت (البورصة) في إحدى السنوات، وإذا به وعلمه وماله ودكتوراته (قاعا صفصفا)، ولم يبق لديه غير ملابسه الداخلية، هذا إذا كانت.

وبدلا من أن أعزيه وآخذ بخاطره، أرسلت له هذه الأبيات من الشعر التي أبدعها (حافظ إبراهيم):

مضاربات - هي المنايا

ورسلها أحرف البروق

صبوح أصحابها الرزايا

وما لهم دونها غبوق

قد أتلفت أنفس البرايا

بأسهم الغدر والعقوق

هبوطها الموت، والصعود

ضرب من البؤس والبلاء

ومالها عندهم عهود

إلا كما تعهد النساء

وندمت بعدها أشد الندم، عندما اتصل بي تليفونيا قائلا: يعني أنت برسالتك تلك تريد أن تتشمت بي؟!، ولم أستطع أن أجيبه وقتها على سؤاله المحرج ذاك، خصوصا أنني أدرك مدى مصيبته وبلواه، ولكنني من يومها وحتى الآن ما زلت أخجل من تسرعي، وفعلا (مالي ومال الناس)، ولا شك قطعا أنني (ملقوف)، وأستاهل الضرب بالورود.

***

هل صحيح أن الفتاة المحتشمة لا تجري وراء الرجل؟!

أعتقد أنه من واقع خبرتي المحدودة أن هذا صحيح تماما، تعرفون ليش؟!

أنا أقول لكم ليش، وأسألكم في نفس الوقت كذلك، وبكل لعانة:

هل عمركم بالله وجدتم مصيدة تجري وراء فأر؟!

يا الله، كم أنا (فليسوف).

[email protected]