طهران واللعب بالنار!

TT

انتقلت الولايات المتحدة هذا الأسبوع من حالة احتواء إيران سياسيا إلى التلويح بالضغط الفعلي عليها من خلال 3 قرارات وإجراءات صريحة:

الإجراء الأول: عقد صفقة سلاح أميركية مع إسرائيل بهدف تعزيز القدرة الدفاعية الهجومية الإسرائيلية ضد الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى والقدرة على إصابة أهداف مختارة في إيران بشكل دقيق.

الإجراء الثاني: استخدام العلاقات الخاصة بين واشنطن وأنقرة بهدف إقناع تركيا بإعطاء إسرائيل حق استخدام أراضيها وممراتها الجوية ومجالها الجوي في حال قيام الطيران الحربي الإسرائيلي بعمل هجوم استباقي أو دفاعي ضد إيران.

الإجراء الثالث: دعم المطالب الخاصة لأقطاب المعارضة السورية بضرورة انسحاب قوات حزب الله المحاربة إلى جانب الجيش النظامي السوري، وزيادة الوتيرة التصعيدية الإعلامية ضده بهدف إظهار وجوده في سوريا على أنه جزء من المشروع الإيراني الكبير لدعم حلفاء طهران مهما كان الثمن ومهما زادت تكلفة الفاتورة.

ويبدو أن هذه الإجراءات، التي تبدو هجومية، سوف يتم استيعابها بذكاء من قبل اللاعب الماهر الإيراني، وسوف يتم احتواؤها، ثم التحرك بقوة بشكل مضاد ضدها.

ولا أحد يعرف ما هو سقف التصعيد الإيراني في لعبة السباق النووي؛ هل هو بناء القدرة النووية بالفعل أم التلويح بها؟ ولا أحد يعرف بالضبط هل إيران تلعب سياسة حافة الهاوية وتهدد بها فحسب، أم هي راغبة في الوصول إليها والدخول في مواجهات عسكرية بالفعل؟

البعض يعتقد جازما أن المجتمع المأزوم داخليا، مثل المجتمع الإيراني الذي يعاني حصارا اقتصاديا وقيودا اجتماعية وتضييقا في مجال الحريات، قد يجد مخرجه الآمن من هذه الأزمات من خلال أي مواجهة خارجية أمنية أو عسكرية.

والراصد والمتابع بدقة لسجل المناورات العسكرية الإيرانية، سوف يكتشف أنها بمعدل مناورة أو تجربة صاروخية أو بحرية كل 15 يوما، وهو معدل غير تقليدي، وبوتيرة لا تقوم بها الدول العظمى أو التي تعيش حالة من الطوارئ أو التأهب العسكري.

هذه العسكرة الدائمة للإعلام وللرأي العام الداخلي في إيران، قد تتعدى مسألة الاستهلاك المحلي، ويتم الضغط، بوعي أو من دون وعي، على الزناد وتفجير الموقف العسكري بينما المنطقة مشتعلة مذهبيا، مأزومة اقتصاديا، راقدة على أكبر مخزن للنفط والغاز في العالم.