آفاق العلاقات السعودية ـ التركية

TT

تكتسي زيارة سمو ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى تركيا أهمية خاصة على ضوء المستجدات التي تعيشها المنطقة، وبخاصة الأزمة السورية وما يحدث فيها من قمع وسفك للدماء. وقد تنامت العلاقات التركية - السعودية بفضل الاستشارات المستمرة والمثمرة بين قيادتي البلدين، وتركيا تتذكر بإكبار زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى تركيا، التي فتحت آفاقا جديدة في هذه العلاقات من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وعلاقة البلدين تشهد حاليا نموا مطردا على جميع الأصعدة؛ فقد بدأت الاستثمارات السعودية تدخل إلى المناخ التركي بكثافة ملحوظة، كما أن كبرى الشركات التركية بدأت بالاضطلاع بأعمال كبيرة في مسيرة التنمية السعودية. ولم يقتصر الأمر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تعدى ذلك إلى التعاون في المجالات الأمنية والصناعات الدفاعية، مما يجعل البلدين على قدم المساواة، سيما أن نظرة البلدين إلى القضايا الدولية والإقليمية متطابقة بما لا يدع مجالا للشك.

ويشهد قطاع السياحة حاليا تناميا مستمرا بإقبال مواطني دول الخليج العربي بشكل عام، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، على التوجه إلى تركيا التي أصبحت الوجهة الخامسة سياحيا في العالم في العقد الأخير من الزمن. ولا ينعكس هذا التوجه على تطلعات المواطنين العرب من الناحية السياحية فقط، وإنما يتعدى ذلك إلى فهم مشترك للثقافة المشتركة بين الشعبين العربي والتركي والمفاهيم المشتركة التي تربط هذه الأواصر التي شهدت نموا ملحوظا في العقد الأخير من الزمن.

كما استمدت فكرة ترسيخ الحوار المشترك بين الشعبين والثقافتين زخما كبيرا بشعور المثقفين والسياسيين والمطلعين على بواطن الأمور المتنامي بأهمية التواصل الحضاري لما فيه خير المنطقة بشكل عام.

وتشترك السياسة السعودية مع السياسة التركية في فكرة رفض التخندق وسياسة المحاور في هذه المنطقة، مما جعل المنطقة تدرك أن تغليب المصلحة العامة وسلامة واستقرار أمنها أمر يهم الجميع ويفيدهم في الوقت نفسه.

من هذا المنطلق نرى أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز إلى بلد يحبه ويجله ستفرز من المكتسبات ما يمكننا أن نصفها بالتاريخية والبارزة.

إن تركيا تتطلع بكثير من الاهتمام إلى هذه الزيارة التي ستفرز صفحة بيضاء أخرى في المستقبل المشرق في العلاقات بين البلدين، وبذلك نرى أن العالم بأجمعه يتطلع إلى مكتسبات وآثار هذه الزيارة، بما لا يدع مجالا للشك في أن العلاقات الراسخة والمتوازنة ستكون مثالا يحتذى في هذه المنطقة، وفي العلاقات الدولية بشكل عام.

* كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط