يخاف ولا يستحي!

TT

معهم حق الذين يقولون ان بعض الناس يخاف ولكن لا يستحي. وستلتقي في حياتك بأمثال هؤلاء، او لعلك التقيتهم، او انك تتعامل معهم كل يوم.. ولعل التطبيق العملي لهذه الحكمة الصحيحة القصة التي جرت وقائعها في احدى مدن انجلترا الصغيرة.

والحكاية ان مستر «وايت» يملك فيلا حولها حديقة جميلة انفق الكثير من وقته وماله وجهده ليجعلها اجمل حدائق المدينة.

واستيقظ المستر «وايت» يوم الاحد ليجد مجموعة من البشر يحتلون حديقته الجميلة، وهم سعداء يجرون ويلعبون ويتناولون الغداء والمشروبات. وقال المستر «وايت» في نفسه انه لا داعي لتعكير صفوهم، فلعهم تصوروا انها حديقة عامة.. ولانه رجل مهذب فقد رفض ايضا ابلاغ البوليس عنهم حتى لا يعرضهم للمساءلة لاستخدامهم حديقة خاصة كحديقة عامة.

ولكن عملا بالاصول فان المستر «وايت» حرص بعد تنظيف الحديقة من اثارهم على ان يعلق مجموعة من لافتات التحذير منها «ممنوع الدخول».. «ملكية خاصة».. «لا تعرض نفسك للمساءلة».. الى آخره.

ولكن المستر «وايت» المهذب «الجنتلمان» كان واهما، فقد عاودت نفس المجموعة الحضور بل ان عدد افرادها زاد.

وفكر الرجل المهذب ان يبلغ البوليس.. ولكن انسانيته غلبته، وقرر ان يتركهم تلك المرة ايضا!! واستمرأ الناس الذين لا يستحون هذا الكرم من المستر «وايت» فعاودوا الحضور في الاسبوع التالي.

ولكن احدا منهم لم يجرؤ على دخول الحديقة.

لقد وجدوا لافتة تعلن الاتي:

اكتشفت السلطات المحلية وجود افعى ضخمة في هذه الحديقة، وهي من النوع السام القاتل. فاذا اصابتك لسعتها فلا بد من الاسراع الى اقرب صيدلية او مستشفى لاخذ المصل، اقرب صيدلية على بعد عشرة كيلومترات. اقرب مستشفى على بعد عشرين كيلومترا.

وجلس مستر «وايت» خلف زجاج النافذة يبتسم، وهو يرى الناس الذين يخافون ولا يستحون يفرون هاربين!!