هذه الحرب البغيضة

TT

ماهي أخبار «التقريب بين السُنة والشيعة»؟

ماذا بقي من التقريب بعد أن خسر التيار الخميني، المهيمن على الساحة الشيعية، آخر غطاء سني له يتمثل بشيوخ الأزهر، والجناح الفقهي لجماعة الإخوان المسلمين ممثلة بشخصية الشيخ يوسف القرضاوي؟

جهد التقريب بين المذاهب الإسلامية، تحديداً الشيعة والسُنة، جهد قديم متصل، من آخر حلقاته في عصرنا إنشاء دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في القاهرة (1947)، ومناصرة شيوخ الأزهر العظام أمثال الشيخ شلتوت والشيخ البشري لهذه الجهود.

وبعد قيام ثورة الخميني، التي حولت إيران إلى «جمهورية إسلامية» استمر هذا الجهد، لكن بغلاف آخر، هو القضية الفلسطينية، تعويذة من لا تعويذة له في سوق السياسة في المنطقة.

1990 تأسس في إيران المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، برئاسة الشيخ الخبير في هذا الملف آية الله محمد علي التسخيري. وقد رأيته أكثر من مرة يحضر المؤتمرات الحوارية في الرياض وجدة والقاهرة..

الآن، الشيخ القرضاوي الذي كان يمدح حسن نصر الله وحزب الله، ويراهم أبطالا، يصف حزب الله بحزب الشيطان، ويرى حسن نصر الله طاغياً خطيراً على الأمة، وشيوخ الأزهر في القاهرة يهجمون على نظام بشار ومعه حزب الله، ويثني القرضاوي على موقف علماء السعودية «المبكر» في التحذير من حزب الله ومشاريعه «الخفية» ضد أهل السنة.

ماذا جنى حسن نصر الله، ورفاقه من أتباع «الولي الفقيه» على شيعة العرب؟

إيران في أسوأ الأحوال، سترجع لحدودها، وتنكمش داخل إطارها الجغرافي والثقافي واللغوي، فهي أمة مكتملة، لكن ماذا يفعل الشيعة العرب الذين هم جزء من النسيج العربي، بل والإسلامي، من باكستان والهند شرقاً إلى لبنان غرباً، ومن وسط آسيا شمالاً إلى اليمن جنوباً، ناهيك عن مسلمي المهاجر الأوروبية، ماذا يفعل هؤلاء بعد انقطاع صهيل المعركة؟

أي ضرر يوجّهه نصر الله إلى مستقبل العيش المشترك في العالم الإسلامي، خصوصا أن فتاوى التحريض على نصرة المظلومين في بلاد الشام بدأت تصدر من إندونيسيا في أقصى الشرق الإسلامي؟

نصر الله يقول إنه ضد الطائفية، وإنه يحذر ممن يثيرون هذا الشعور، ويهاجم الإعلام الذي لا يردد روايته هو لطبيعة دوره الإيراني الخطير.

جيد، لكن ماذا عن دور هذا الحزب نفسه في تهييح الطائفية؟

لقد حذرنا من قبل، مراراً، من هول «الوحش» الأصولي السني، وأنه بالكاد يتم ترويضه، وصرف الطاقة للبناء والتنمية، لكن جماعة حزب الله وأمثالهم، غرتهم سكرة «انتصارات» وقتية، ومضخمة، واهمين أن القصة ستنتهي عند هذا الحد.

القصة، التي لا نحبها، بالكاد بدأت يا سيد حسن...

وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم/ وما هو عنها بالحديث المرجم

متى تبعثوها تبعثوها ذميمة/ وتضرى إذا ضريتموها فتضرم