صورة أحمدي نجاد رئيسا

TT

مع حسن روحاني سوف تتغير تلك الصورة التي أعطاها محمود أحمدي نجاد للرئاسة في إيران. أو بالأحرى الصور التي ظهر فيها الرئيس السادس منذ 2005 عندما أكد فوزه اتجاه إيران نحو التزمت. رأى العالم الرئيس أول مرة يرتدي سترة قمحية رخيصة، ويقبل يد المرشد الأعلى. ورفض الرئيس المنتخب مغادرة شقته الصغيرة إلى القصر الإمبراطوري سابقا. لكن بعد قليل أقنعه رجال الحرس بضرورة الرئاسيات، فانتقل.

ثم غابت السترة الزرقاء الرخيصة وبدأ الرئيس يعتاد سترات الجوخ. ومن ثم الأطقم الداكنة والقمصان ذات الياقات الأنيقة. ثم بدأ يرشح أنسباءه وأقرباءه للمناصب السياسية. ثم سافر العام الماضي إلى الأمم المتحدة يرافقه وفد من 125 شخصا حلوا في فنادق نيويورك الباذخة، فأحيل بسبب ذلك إلى المحاكمة، أو إلى المحاسبة إذا شئت.

دخل أحمدي نجاد كابن مثالي للنظام وخرج في خلافات علنية. يوم وصل، وعد الإيرانيين بكل خيرات النفط، لكن الدخل النفطي اليوم هو نصف ما كان عليه العام الماضي. 655 ألف برميل في اليوم، أي أدنى رقم منذ قيام الثورة عام 1979. رافق خفض العائدات ارتفاع شديد في تكاليف الحياة، ومعها تبعة العقوبات، وعزلة اقتصادية متزايدة. ووجد نجاد في الفنزويلي هوغو شافيز حليفا نموذجيا فأخذ يكثر من زيارته، كما كان في طليعة مشيعيه، عندما غافلته شقيقته بكل براءة وعانقته باكية. ولم يكن الرئيس السابق في حاجة إلى جدل آخر في طهران وقمْ.

رغم كرهه للشيطان الأكبر وعدائه للغرب، اتخذ أحمدي نجاد مسيرة شبيهة بالشعبويين في هذا العالم. يساعد كناسي طهران في البداية ويخلع السترة المطرية عندما لا تعود تتماشى مع حياة القصر، المحددة بولايتين، قضاهما بين رئيسين إصلاحيين. هكذا هي طهران، مرة هنا.. مرة غير هنا. مرة خامنئي في الرئاسة.. مرة خاتمي. مرة محمد علي رجائي الذي اغتيل في انفجار بعد شهرين، ومرة براغماتي عملي وسطي بقائي مثل هاشمي رفسنجاني.

الرئيس السابع خليط من مكونات كثيرة. خاتمي ورفسنجاني ولكن أيضا رجل أمن كما ذكرنا عبد الرحمن الراشد. أي صورة سوف يعطي لإيران؟ ليست صورة أحمدي نجاد. اختار الإيرانيون رجلا يشبه أكثريتهم.