العريان.. يهدد بما لا يملك!

TT

أسوأ ورقة يمكن أن يلعبها اللاعب، ورقة حروفها من جهل ومدادها من فشل.

من ذلك تخويف دول الخليج بالورقة الإيرانية، كما يفعل أحيانا رموز العمل السياسي الإخواني في مصر.

إيران مشغولة بنفسها، وغارقة في سيلها، تحاول «التموضع» من جديد، وها هي «تسمح» بفوز المرشح الإصلاحي، حسن روحاني، برئاسة الجمهورية، التي لا يترشح لها إلا من يرضى عنه حماة نظرية ولاية الفقيه، ويطمئن إليه عتاة دولة الحرس الثوري، وروحاني يعد بتحسين العلاقات مع دول الخليج.

هذه الأيام، وقع أحد «صفوة» القادة الإخوانيين في مصر بأزمة كبرى، وكلام خطير عن دولة الإمارات.

قبل أيام، عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الحاكمة بمصر، شنّ هجوما عنيفا على دولة الإمارات بسبب ملف المعتقلين المصريين هناك، وهم كما نعلم بضعة عشر شخصا تهمتهم الانتماء لـ«الإخوان» والعمل السري، وطالب السفير علي العشيري، مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج، بضرورة إرسال رسائل إلى الإمارات بأن «صبر المصريين نفد، وأن سلوكهم مشين، ويجب أن يصل إليهم أن مصر لن تتوجع لأنهم صمدوا 60 عاما بلا توجع».

وجاء في كلام العريان الهجومي على الإمارات التهديد بأن إيران النووية قادمة، وأن التسونامي قادم من إيران وليس من مصر، والفرس قادمون و«هتصبحوا عبيدا عند الفرس».

أثار هذا الكلام عاصفة من الغضب عند الجالية المصرية الضخمة في الإمارات، فأصدروا بيانا استنكاريا لكلام العريان، وعدم شعور هذا الشخص بالمسؤولية.

الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة، تبرأ من كلام نائبه العريان، وقال: إن هذه التصريحات، بشأن الإمارات «لا تعبر عن وجهة نظر الحزب وموقفه الرسمي».

العريان، وكل قادة الإخوان في مصر يتملكهم الغضب من إصرار القيادة في الإمارات على عدم السماح لـ«الإخوان» بالعمل التنظيمي والتمويلي كيفما أرادوا، وخرق قوانين الدولة، رغم أن ثمة أضعاف المصريين، من مواطني الدولة الإماراتية أمام النيابة، ثم القضاء في الإمارات على ذمة قضايا الخلايا والتنظيمات السرية، ولا يوجد تقصد تمييزي ضد هؤلاء المصريين. وللتذكير، فالإمارات لها تاريخ أبيض مع مصر من أيام الراحل الشيخ زايد في الدعم والمساندة «للشقيقة الكبرى»، ويكفي تذكر المشاريع الإسكانية والإنمائية باسم الشيخ زايد في مصر.

المسألة واضحة، «الإخوان» غاضبون من الإمارات، يريدون التنفيس.

لكن التهويش بالفرس وإيران، كلام يدل على جهل قائله، بتاريخ العلاقات وتعقيدها مع الجارة الكبيرة على الضفة الشرقية من حوض الخليج.

وهو تاريخ من الصعب على من أفنى عمره بقراءة كراسات المرشد، أن يلمّ به.

خلاصته أن الإيرانيين لا يعملون عند أحد، بل لمصالحهم الخاصة.

وقد ذكّرني تهديد العريان بما «لا يمون» عليه، بشاعر قديم يفخر بما ليس له، حين قال يهجو شاعرا آخر:

هذا ابن عمي في دمشق خليفة

لو شئت ساقكم إلي قطينا!