دولة تحددها السياسة

TT

لديّ طلب واحد في الرابع من يوليو (تموز): على الرغم من أنني لا مشكلة لديّ في تحية الجيش، ينبغي أن لا ينصب التركيز يوم الاستقلال على القوات المسلحة، لأن الولايات المتحدة الأميركية لا تُعرف بقواتها المسلحة - فحريتها لم تُقمها ولم تدافع عنها سوى السياسة، لا القوات المسلحة.

كان ذلك هو اعتقاد الآباء المؤسسين، وقد كانوا صائبين إلى حد بعيد في ذلك، وربما كان ما عناه جيفرسون بقوله «السعي وراء السعادة» فلم يكن يقصد السعادة الشخصية التي نفكر فيها الآن بل السعادة العامة - فكرة قديمة بأن هناك شكلا معينا للسعادة في المشاركة في تنظيم جماعي لعالمنا المشترك.

لذلك أعتقد أنه ينبغي علينا في الرابع من يوليو (تموز)، أن نكرم سياسيينا، لأن الديمقراطية لا تنجح من دونهم (وعلينا أن نتذكر أن الحياة العامة أمر خطير، أيضا، لذلك علينا أن نتذكر من أغتيلوا وهم يؤدون عملهم وأولئك الذين لقوا حتفهم وهم يؤدون واجبهم - أبطال أميركيون من بينهم ليو رايان، جورج موسكون، هارفي ميلك، هيل بوجز، نك بيجيتش، جون هاينز، ميل كارناهان، ميكي ليلاند، بول ولستون، وغيرهم كثيرون).

يجب علينا أيضا تكريم الأشخاص الذين يسهمون في نجاح الانتخابات. نعم، جميعهم - من المتطوعين الذين يجوبون الدوائر الانتخابية، إلى مؤسسات استطلاعات الرأي وأعضاء الحملات الانتخابية، إلى الصحافيين الذين يطلعوننا على المرشحين، وصولا إلى السيدات المتقدمات في السن اللاتي يعملن في مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات.

وينبغي أن نكرم أيضا أولئك الذين يعملون بالسياسة خارج الانتخابات: أولئك الذين ينظمون ويديرون مجموعات المصالح الذين لا يقلون أهمية عمن حققوا حركاتنا الاجتماعية الكبيرة.

وماذا أيضا؟ ينبغي أن نكرم حكومتنا نفسها، والكثير من الرجال والنساء الذين يعملون بها (نعم، وهذا يشمل الجيش، الذين هم في النهاية موظفون حكوميون).

كل هؤلاء الناس - الملايين والملايين منهم الذين يشاركون بشكل مباشر في الحكم الذاتي الذي يتخطى مجرد المشاركة في التصويت من حين لآخر - جميعا أقاموا وأعادوا بناء صرح الحرية بإثراء السياسة في الولايات المتحدة الأميركية. لقد جعلونا أحرارا بالسماح لنا بتحديد مصيرنا المشترك، مما يتيح لنا اختيار طريقنا كأمة - أنها تجعلنا أحرارا بالحفاظ على إمكانية العمل السياسي الفاعل لأولئك الذين يفضلون البحث عن سعادتنا الخاصة، في الوقت الراهن.

ذلك هو ما بُني عليه كل شيء، وليس رؤية عسكرة بحتة للولايات المتحدة. فحتى عندما يرتكبون بعض الخطأ، كنا نسعى جاهدين لتصويبه. تلك الرؤية لأفراد تجمعهم قدرة مشتركة على القيام بخيارات جماعية بشأن مستقبلهم، هو السبب في إمكانية أن يجد، حتى أولئك الذين استبعدوا بقسوة من التكريم ذلك الحين، وأولئك الذين ما زالوا مستبعدين جزئيا، شيئا في تأسيس الولايات المتحدة الأميركية يعتبرونه مصدر إلهام لهم.

* خدمة «نيويورك تايمز»