أسوأ أزمة اقتصادية منذ 1952

TT

الاقتراع للدكتور حسن روحاني منذ الدورة الأولى مثل مظاهرات مصر ضد الدكتور محمد مرسي في ذكرى العام الأول. الناس لا تريد التطرف، والناس تريد من يدعوها إلى الحياة لا إلى الموت. والناس تظاهرت في 30 مدينة تركية لكي تذكر رجب طيب أردوغان بأن لا أحد فوق الناس. والناس تموت وتجوع وتتشرد في سوريا لأنها تكافح من أجل حياة أفضل وكرامة حقيقية. والسيادة الحقيقية لم تعد في حماية الحدود من العدو، بل في حماية النفوس من الذل والخوف والمهانة.

تقول «دي فيلت» الألمانية إن مصر شهدت في أيام مرسي أسوأ أزمة اقتصادية منذ 1952. أي شرعية تبقى للشرعية عندما يكون الأداء السياسي والاقتصادي في هذا المستوى؟ عندما كتبت «في مديح الجيش المصري» فاتني أن أضيف «مؤقتا» في مديحه لأنه حاول أن يكون حكما، وحاول عبثا أن يوقظ مرسي إلى ما صارت إليه مصر. ولكن مرسي أصر على فكرة العزبة. ومثل مبارك أصر على أن الناس الذين في الخارج ليسوا شيئا ولا أحدا.

منذ جاء الرئيس السابق ومصر تغلي. ومصر تخسر كل يوم. ومصر تتخذ خطوة وتتراجع. وتنهار ولا تدري. والبورصة تهوي ومرسي يعتقد أن هذا مال الأغنياء. لكن الكارثة كانت في رغيف الفقراء وطحينهم وعربات الفول.

لم يكن قرار الجيش ديمقراطيا. لكنه بين أسوأ الحلول كان الحل الأفضل. طي مرحلة مدنية كارثية والانتقال إلى مرحلة مدنية حقيقية تجتمع عليها مصر وكفاءات مصر وطاقات مصر.

لا يجوز تسليم مصر إلى حكومة ركيكة. ولا تركها للفراغ. ولا فتح أبوابها لثقافة العنف والإلغاء. خرجت مصر ضد حسني مبارك لأنه فعل بعد ثلاثين عاما ما فعله محمد مرسي في ثلاثة أشهر: نسي لماذا انتخب ونسي أن الذين اقترعوا له أرادوه رئيسا للجمهورية لا زعيما للحزب.

المشكلة في سنة مرسي الأولى أنها مجموعة أخطاء بلا علامة معدل واحدة. اعتقد أن إرضاء الغرب وطمأنته يكفيان لضمان السلطة. هذا سوء قراءة مثل غيره. يضمن السلطة خروج مصر من كارثة الاقتصاد وضعضعة الأمن وعودة الهيبة في الداخل والخارج. ويضمن السلطة ألا تبدو مصر في حاجة إلى أحد، صغيرا أو كبيرا. ويضمن السلطة أن تتمثل مصر برجال يعملون للمستقبل، فإن لديها من الماضي ما يكفيها ويكفي ما سواها. الناس تفاخر بالماضي لكنها لا تعيش فيه.