من هو العميل في مصر؟

TT

السياسة عالم متقلب، ومعها تتقلب الشعارات وتتبرقع الكلمات بأكثر من برقع، بأكثر من لون.

ما يجري في بر مصر الآن مثال متجدد ومتأكد على هذا المعنى، حيث تبدلت المواقع، وزال الكرسي عن مرسي، فتحول كلام رجال الدولة إلى رجال حركة، والحث على الهدوء، حين كانوا في الحكم، إلى الحث على الشهادة وحمل الأكفان على منصة رابعة العدوية.

من العميل لأميركا؟ الإخوان المسلمون أم «جبهة الإنقاذ»؟ المرشد بديع أم «البوب» البرادعي؟

البلتاجي، قيادي «الإخوان»، يتهم خصوم «الإخوان» بأنهم يتلقون تعليماتهم من «الخارج» وتحديدا أميركا، طبعا معروف حنق «الإخوان» من موقف بعض الدول الخليجية المستريبة منهم، وفي المقابل يتهم خصوم «الإخوان» الجماعة بأنها «سمن على عسل» مع السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون، وأنها تسدي لهم النصائح في كيفية البقاء في الحكم وإجبار الجيش على ذلك، كما يتهم خصوم «الإخوان» الجماعة بأنها تعتمد على الدعم القطري.

«الإخوان» يتهمون خصومهم كالعادة بأنهم عملاء لإسرائيل، وصهاينة، وبالمثل يتهم خصوم «الإخوان» الجماعة بأنها تقدم خدمات جليلة للأمن الإسرائيلي خصوصا تهدئة الجبهة مع حماس، توقف صواريخ حماس عن الإزعاج، وتوقف انفجار أنابيب الغاز في سيناء، أثناء حكم «الإخوان» التي كانت تزود إسرائيل وغيرها، والآن بعد عزل الرئيس الإخواني عادت الأنابيب للانفجار!

«الإخوان» يتهمون خصومهم بأنهم أعداء للأمة الإسلامية، وحلفاء لمحاور مشبوهة فيها إيران وروسيا ونظام بشار الأسد، بدلالة شماتة إعلام الأسد بسقوط حكم «الإخوان»، وأنه دليل على انهيار النموذج الإخواني في الحكم، بعد أيام من خطبة مرسي العصماء ضد الأسد، ودعوة أتباعه للجهاد في سوريا، وقطع العلاقات مع دمشق.

وفي المقابل، يتهم خصوم «الإخوان» الجماعة بأنها كانت تناور بالورقة السورية لكسب العواطف، بدليل أن مرسي لم ينشط في هذا الأمر، رغم مرور عامين على المأساة السورية إلا قبل أيام من الحشد الكبير ضده في 30 يونيو، وبدليل أنه قال في زيارة سابقة لروسيا إنه يتفق مع الموقف الروسي، وبدليل أنه نفسه أعاد السفير المصري لدمشق قبل سحبه مجددا، وأنه زار إيران وتقارب مع نظامها، بل بدليل جديد وعجيب، حيث نقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) عن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية محمد عراقجي قوله: «إن أنصار محمد مرسي يجب ألا يتخلوا عن سعيهم لإعادة رئيسهم مرة أخرى».

كل يصحح «نهجه» يا ليت شعري ما الصحيح؟!