إلى الاتحاد الأفريقي الديمقراطي.. إلخ

TT

اعترض فريقان على تصرف مصر غير الديمقراطي في عزل الرئيس محمد مرسي: إيران، والاتحاد الأفريقي الذي كان معروفا بمنظمة الوحدة الأفريقية، وغيّر إلى الاتحاد خجلا من الفارق بين الاسم والمسمى. غيرة إيران على الديمقراطية لا داعي لشرحها. لكن يا أيها الاتحاد الأفريقي أعد قراءة أسماء الدول الأعضاء ورؤسائها الأبديين: زيمبابوي، والكونغو بضفتي النهر، وتشاد، وزامبيا، وبلاد بوكاسا في أفريقيا الوسطى، وغينيا الاستوائية، وإثيوبيا، وأوغندا، وإلى آخره أو آخرها.

يجب أن تقام في مقر الاتحاد دائرة خاصة تسمى دائرة الحياء والعيب. تتحرك هذه الدائرة أو تحرك الرئاسة عندما يبايع رجل بلقب ملك ملوك أفريقيا. أو عندما يربح روبرت موغابي ورقة اليانصيب الوطني بعدما أوصل عملة بلاده إلى ما تحت الصفر. أو تتولى الدائرة إحالة المنظمة برمتها على المحاكمة لأنها تفرجت على مقتل 800 ألف رواندي بالسواطير. أو لأنها تركت تشارلز تايلور وفوداي سنكوح يقطعان أذرع الأطفال طوال سنين. أو لأنها لم تكلف نفسها إرسال موفد إلى الصومال. أو لأنها سمحت بعودة عصور القرصنة من دون بيان استنكار.

استيقظ الاتحاد الأفريقي من نوم ذبابة التسي تسي على أصوات 30 مليون مصري يقولون للرجل مرسي، هذه رئاسة مصر وشروطها لا تنتهك باسم الاقتراع. هذه مصر ومن كان رئيسها لا يردد كلمة الشرعية 57 مرة وكأنما ثمة من ينتزع اللعبة من يده. أيها الإخوة في الاتحاد الأفريقي أين كنتم عندما انقض فرسان الجنجويد على دارفور، وعندما انهارت مالي كدولة وعندما تولت بعض الدول الأعضاء غسل الأموال والمخدرات كمهمة شبه رسمية.

أيها الإخوة، لا أعرف معنى الكلمة بالسواحيلية لكن لا بد أن تكون قريبة من أمها العربية: استحوا.. اسحبوا بيانكم عن مصر. كفّوا عن توزيع مخزونكم من الديمقراطية والقانون والنزاهة. من نصحكم بأن تفتحوا على أنفسكم هذا الباب؟ جان بيدل بوكاسا؟ هيلا مريام؟ سيكوتوري؟ هل تذكرون أنكم جعلتم القارة الجميلة تتحمل أكبر وأسوأ عدد من الديكتاتوريين الفاسدين باسم الاستقلال والحرية.

أنا جدّي في فكرة دائرة الحياء في المنظمة. سلموها إلى نجل ملك ملوككم صاحب الجملة الشهيرة التي لم يتلفظ بها رجل دولة من قبل: كانوا يأتون إلى هنا ويلعقون أحذيتنا.