أميركا ودعمها للديمقراطية!

TT

دائما ما كانت الولايات المتحدة قوة كبيرة في تعزيز الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. لكن لا ينبغي لأحد أن يفاجأ بأن الرئيس باراك أوباما دعم تحرك الجيش المصري الذي وقع الأسبوع الماضي.

لم يكن الدعم الأميركي للديمقراطية متسقا على الإطلاق، فقد دعمت الولايات المتحدة العديد من الحكام المستبدين من أصدقائها خلال القرن الماضي، كما أن الولايات المتحدة أنها أطاحت حكومات كانت منتخبة ديمقراطيا أو في أحسن الأحوال، أيدت الانقلابات ضدهم ـ كما فعل الرئيس الأميركي الراحل دوايت ديفيد أيزنهاور (1890 ـ 1969) مع رئيس وزراء إيران الأسبق محمد مصدق (1967-1882) الذي حاول إطاحة الشاه إلا أن الولايات المتحدة إبان رئيسها أيزنهاور تدخلت لتفشل انقلاب مصدق على الشاه في ما يعرف بعملية أجاكس بمساعدة بريطانية،

كما تدخلت الولايات المتحدة في غواتيمالا إبان حكم الرئيس جاكوبو أربينز، ونجحت في قلب نظام حكمه عام 1954.

كما أطاحت الولايات المتحدة في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون الرئيس التشيلي سلفادور الليندي عام 1973.

لكن الرئيس أوباما، ربما لا يرى نفسه مؤيدا لهذا التقليد الأميركي خاصة عندما دخل البيت الأبيض (على الرغم من رغبة مستشاريه في مقارنته بأيزنهاور).

ففي بداية رئاسته، كان أوباما قد اعتذر للشعب الإيراني عن تدخل الولايات المتحدة وإطاحتها مصدق.

وانتقد في كتابه «جرأة الأمل» الإدارات الأميركية المتعاقبة السابقة على اعتبارها «الحركات القومية والصراعات العرقية وجهود الإصلاح» تهديدية، والسماح لمثل هذه المخاوف بالتفوق على «التزامنا المعلن بالحرية والديمقراطية»، مشيرا إلى أن الطريقة التي تمت بها إطاحة قادة منتخبين ديمقراطيا في دول مثل إيران «قد أسفرت عن انعكاسات زلزالية لا تزال تلاحقنا حتى الوقت الراهن».

الإحراج الأميركي حول إذعان الماضي الأميركي إلى الدكتاتوريات والانقلابات العسكرية واسع النطاق، فخلال العقود الأخيرة، حاول زعماء من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي دفع السياسة الأميركية في اتجاه مختلف. وفي ظل قيادة الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان في ثمانينات القرن الماضي، قدمت الولايات المتحدة الدعم للحركات الديمقراطية التي أطاحت الأنظمة الديكتاتورية التي تصفها الإدارة الأميركية بأنها صديقة في الفلبين وكوريا وهايتي وأماكن أخرى (ولكن ليس في الشرق الأوسط). وعملت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون على إقامة ديمقراطيات جديدة في وسط أوروبا وشرقها وفق المعايير الديمقراطية. وحاولت إدارة السابق جورج دبليو بوش، وإن كان بشكل غير متساو، إعادة تشكيل العلاقات الأميركية مع الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي. وكان أحد أكبر الدروس المستفادة من هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، أن الديكتاتوريات ساعدت في نمو الإرهاب وأن أفضل علاج من شأنه أن يكون الانفتاح السياسي العربي. واختار الرئيس أوباما هذا الانفتاح عندما تولي رئاسة الولايات المتحدة.

* خدمة «واشنطن بوست»