في دبي.. ما زلنا أحياء!

TT

إذا تحدث شخص مثل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي ورئيس الوزراء ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عن الأحلام، فيجب أن تصغي جيدا. هذا القائد العربي الخليجي لمحة ضوء، ونسمة أمل، في هذا الجو الخانق من الصراعات والانقسامات والنقاشات الجوفاء، والدماء الغزيرة، والتكفير، والتخوين والمرج الكبير.

بلاده ليست غنية بالجبال الخضراء والأنهار العذبة، وإمارته دبي لم تكن عشر ما هي عليه أثناء إنشاء الاتحاد قبل زهاء 40 عاما.

دبي ليست دمشق ولا القاهرة ولا بغداد ولا بيروت، فتلك عواصم التجارة والسياسة والعلم والسياحة في هذا الشرق العربي منذ فجر الحضارة الإسلامية وحتى سنوات معدودات سابقات. الآن، دبي هي حلم الاستقرار العربي، والهجرة لدى: البغاددة والقاهريين والبيروتيين، الذين يريدون حياة فوارة بالأمل والفرص. كيف حصل هذا في هذه الأرض الجرداء؟

بالحلم، وتتبع الحلم، ونسج خيوطه بصبر وتصميم على نول العمل ثم العمل. من آخر هذه اللمحات «الدبوية» أثناء افتتاح الشيخ محمد بن راشد لمحطة حلم جديدة في دبي، أثناء الاستضافة الرمضانية المعتادة منه للقيادات في الإعلام العربي.

فيها حضر الشيخ محمد افتتاح أحدث استديوهات مجموعة (إم بي سي) الإعلامية في دبي، وهو استوديو «03» المخصص للإنتاج الدرامي في (مدينة دبي للاستوديوهات). الاستوديو تبلغ مساحته الكلية 15 ألف قدم مربع، معتمدا على تقنية جديدة في التصوير وهي «الشاشة الخضراء» التي تتيح مرونة كبيرة في الواقعية ونقل الممثلين إلى مواقع التصوير المطلوبة بكل دقة دون الاحتياج للسفر الفعلي لهذه المواقع.

الشيخ محمد بن راشد تحدث في هذه الأجواء - كما ذكرت صحيفة «إيلاف» الإلكترونية - عن دبي.. دبي نفسها بوصفها حلما تحقق. وقال: «كنت أصحب والدي في رحلاته في الخارج وكلما رأيت بناء جميلا وشارعا جميلا وحديقة جميلة راودني حلم أن تكون في دبي.. وما كان حلما في تلك الأيام أصبح واقعا الآن، وهذا ما أركز عليه في أن طاقة الإنسان غير محدودة إذا أحسن استغلالها».

هذا إنسان يتحدث فعلا عن حلم واقعي وواقع حالم، مزج بينهما، وأنشأ جسرا يصل بين ضفتي الإنسان، قدرته، وحلمه، وجعل إمكانية العبور بينهما متاحة.

نحن شعوب بحاجة، خصوصا الآن، إلى من يحسن صناعة الأمل، وينطلق بجرأة نحو الحلم، ويرى في تراب الصحراء فرصة لا عقوبة. فكيف بمن يملك نهرا وشجرا وتنوعا قديما!؟

نحن أيضا بحاجة إلى من يفكر خارج الصندوق ويخرج من الدائرة الجهنمية العربية في النقاش. ما ضر بغداد والبصرة ودمشق وحلب وبيروت وطرابلس، والقاهرة، عواصم الحضارة العربية والإسلامية، لو فعلوا كما فعلت أختهم الصغرى دبي، وفعلته بأقل الموجود؟!

إنها مشكلة في طريقة التفكير وليس في الواقع نفسه...

دبي تثبت صحة هذه الخلاصة.