مناقشة الخصوصية.. نصائح لسنودن

TT

في خضم الأخبار عن إدوارد سنودن، أخشى أننا نعمى عن رؤية حقيقة مهمة: كان في أحد المطارات لمدة ثلاثة أسابيع. ثمة جانب ساخر معين يكمن في حقيقة أن الشخص الذي قد أجبرنا على مناقشة الخصوصية والأمن عالق في أحد الأماكن التي تتجلى فيها بوضوح مفاضلة بين الاثنين (وفي أميركا، على استعداد للتربيت عليك بظهر يد ترتدي قفازا). ولكن أيضا يصل هذا إلى مستويات صالات المطارات.

عملا بمبدأ الاطلاع الكامل، فإنني مغرم بشدة بالمطارات. شكلت مجموعة على شبكة «ميت آب»، لأفراد يحبون المطارات بالفعل ويتمنون لو أن لديهم مبررا لكي يمضوا المزيد من الوقت بها. يقترب كون الفرد عالقا في مطار لمدة ثلاثة أسابيع في ذهني بدرجة كبيرة بفكرة الجنة. لا يمكنني العيش لثانية واحدة إذا ما سقطت في منجم أو تقطعت بي السبل على جزيرة. ولكن ماذا عن المطارات؟ هل لدي شعور مماثل حيالها؟ كلا البتة.

عادة ما تكون المطارات شوائب غير واضحة للندم. إنها الأشياء التي تجتازها لتدخل بوابتك من نقطة التفتيش الخاصة بالأمن، بينما يتطلع إليك المسافرون الآخرون بضيق.

ثمة كثير من الأعمال التي يمكنك القيام بها في المطار، ولكن بدلا من أن تقوم بأي منها – تناول وجبة طويلة مهدئة في أحد أفرع «تي جي آي فرايدي» والحصول على تدليك بكرسي من قبل هؤلاء الذين يقومون بالتدليك على كرسي مساج وشراء أنابيب صغيرة من معجون الأسنان – أنت مشغول بالركض إلى بوابتك بينما يكررون اسمك على نظام الاتصال الداخلي.

بصرف النظر عن ماهية فكرتك عن الوقت الطيب، فإن إمكانك تحقيقها في أي مطار، أو محاولة تحقيقها، مثلما يمكن أن يثبت السيناتور السابق عن ولاية إيداهو، لاري كريغ (ما لم تكن فكرتك عن الوقت الطيب ممثلة في ترك أمتعتك من دون حراسة أو التمدد للاسترخاء على مقاعد ليس بها مساند أذرع غير مريحة تفصلها). المطارات أشبه بمراكز التسوق، ولكن بعدد أقل من المسافرين من الثمانينات من القرن العشرين وبعض الأفراد الهزيلين الذين قد فقدوا لتوهم عبوات السوائل خاصتهم. نظريا، يمكنك أن تقوم بالتسوق للعام كله. ما بين الإلكترونيات باهظة الثمن وحقائب السفر الجديدة ومتعهدي تقديم قطع البسكويت المملحة العملاقة والمتجر العجيب الذي لا يبيع سوى الأوشحة والقطع الماسية المصقولة، يوجد شيء متاح لكل شخص على قائمتك. بإمكانك أن تنظر لكونك عالقا هناك بوصفه سيناريو كابوس مروع، أو فرصة ممتعة كي تحظى ببعض الوقت لنفسك.

من بين الأنشطة الممتعة المتاحة:

• حاول التواصل مع لاري كريغ.

• اشترِ كوبا زجاجيا جديدا يحمل قالبا للمدينة التي يقع بها المطار.

• اشترِ 38 مجلة تعرض موضوعات عن تشانينغ تاتوم.

• اشترِ جهاز ريموت كنترول عالمي من متجر الإلكترونيات واستخدمه في ضبط إرسال التلفزيونات على شيء خلاف Anderson Cooper Looking Concerned.

• أحضر ورودا واصنع لافتة كبيرة مع وضع اسم عائلة شهير عليها وقف عند موضع استعادة الأمتعة في حالة تفاؤل مصحوبة بعصبية، لترى فقط ماذا سيحدث. قد تكسب صديقا جديدا!

• اقرأ مجلة «سكاي مول» من الغلاف للغلاف.

بالطبع وصفت آن أبلباوم صالة المطار بأنها «أكثر مراكز السفر تدميرا للروح وإثارة للغضب في العالم». علها تكون كذلك!

*خدمة (واشنطن بوست)