الصين.. رشى وفساد

TT

أدانت الصين رسميا العضو الرئيس الإقليمي في «الحزب الشيوعي»، بو شيلاي، يوم الخميس، بتهم الفساد والاختلاس واستغلال السلطة، حسبما أفادت وكالة أنباء «شينخوا»، مع توقع إجراء المحاكمة المنتظرة له منذ فترة طويلة قريبا.

لقد أصبح فقدان بو منصبه وتلوث سمعته إحدى أكثر الفضائح المحرجة التي عصفت بـ«الحزب الشيوعي» على مدى عقود، ويواجه الرئيس الجديد شي جينبينغ ضغطا داخليا لطرح القضية وراء ظهره ومخاطبة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الحزب.

وقد ثبت كون هذا تحديا عصيبا بالنسبة للرئيس الصيني الجديد. كان بو، الذي لم يظهر على الملأ منذ إقالته من منصبه كرئيس للحزب بمدينة تشونغتشينغ في مارس (آذار) 2012، رافضا للتعاون ولم يقبل الاتهامات الموجهة إليه، على حد قول محامين وصحافيين. من الواضح أن الحزب اعتبر إجراء محاكمة علنية أمرا بالغ الخطورة، ولم تكن الفصائل القوية داخله مرتاحة لفرض عقوبة مشددة على بو.

ورغم أن نتائج المحاكمات في الصين عادة ما تحدد بشكل مسبق من قبل الحزب، فإن مواجهة مدمرة قد حدثت في قضية بو، بحسب مراقبين للحزب.

في النهاية، رغم ذلك، يبدو أنه تم إبرام اتفاق.

قال شينهوا إن تهم الرشوة والفساد وإساءة استغلال السلطة قد رفعت للمحكمة في مدينة جينان في مقاطعة شاندونغ، حيث ستتم المحاكمة.

استفاد بو من وضعه كموظف حكومي يسعى لتحقيق مكاسب لآخرين وقبول «كم ضخم جدا» من المال والعقارات، كما جاء في لائحة الاتهام، بحسب «شينخوا». علاوة على ذلك، فقد اختلس كما ضخما من المال العام واستغل سلطته وأضر بمصالح الدولة والشعب بشكل خطير، حسبما أشارت الوكالة. لقد تم إخطار بو بحقوقه القانونية وأجريت مقابلة معه من قبل ممثلي الادعاء، بحسب «شينخوا».

قبل يومين فقط، تم إخطار مسؤولين بالحزب أنه ستوجه لبو اتهامات بتلقي أكثر من 3.25 مليون دولار في صورة رشى واختلاس مبلغ قيمته 815 ألف دولار، بحسب محامين وصحافيين تحدثوا إلى أفراد كانوا موجودين في الاجتماع.

بموجب الإجراءات القانونية الصينية، ينبغي تسليم لائحة الاتهام إلى الدفاع قبل 10 أيام على الأقل من بدء المحاكمة، حسبما أفاد المحامي لي شيالين، المقرب من أسرة بو. واستنادا إلى السابقة، ربما تبدأ المحاكمة في النصف الأول من أغسطس (آب)، حسبما أشار.

وفي هذا الشهر، حذر مسؤولون بارزون بالحزب من أن التفكك ليس «في مصلحة أي طرف»، بحسب تشانغ فان، وهو مؤرخ بارز. وبعد ذلك بفترة قصيرة، أثنى الرئيس السابق جيانغ زيمين، الذي كان ينظر إليه بوصفه مقربا من بو، على قيادة شي في ظهور إعلامي نادر. وأشار هذا إلى اتفاق حول بو تم الوصول إليه داخل الحزب، بحسب تشانغ.

كان بو، الذي وظف خطاب إحياء «الحزب الشيوعي» المحافظ، ولكنه سمح لرواد الأعمال من القطاع الخاص بإطلاق العنان لأفكارهم، نجما بازغا في سماء مشهد السياسات الصينية الإقليمية الذي لم يخف سرا عن مطامحه الوطنية، ولكن لطخت سمعته العام الماضي عندما بحث رئيس شرطته عن ملاذ في القنصلية الأميركية في تشنغدو ووجه عدة اتهامات ضخمة ضد رئيسه السابق.

* خدمة «واشنطن بوست»