ماذا تسمي أهم الاختراعات؟

TT

ذات صيف غير بعيد، استعادت «الفيغارو» لقرائها أهم وأفضل الاختراعات عبر التاريخ. كل يوم اختراع. كنت أقرأ هذا الصباح عن اختراع فأرى أنه الأهم أو الأسوأ (الدبابة)، ثم في اليوم التالي أن هناك ما هو أهم، أو أسوأ (الميغ). حاولت أن أقرر، كما في مسابقة، ما هي أفضل ثلاثة اختراعات؟ وأنا ذات يوم على الطائرة إلى بيروت. ولم أذهب بعيدا. قلت في نفسي إنها الطائرة التي جعلت الأرض كوكبا صغيرا. والثاني هو ما تفرع عن الهاتف، بحيث صار الطيار يحدث الأرض أينما حلق. والثالث هو الفيديو الذي يمكنك من حضور الروائع على ارتفاع 35 ألف قدم. تبدأ الفيلم في سماء باريس وتنهيه في سماء بيروت.

تناولنا الغداء وقمت إلى المغسلة، فقلت في نفسي: بل المخترع الأهم هو ذلك السجين البريطاني الذي اخترع فرشاة الأسنان 1770. قبله كان الإنسان يفقد أسنانه وهو دون الثلاثين. ثم قلت لا، بل الذي اخترع لنا الصابون. وماذا عن سفينة الفضاء؟ لا. كان هناك ما هو أفضل بكثير: المجارير التي خففت الأوبئة والأمراض.

لا. السيارة. لا، قبلها المحرك. لا. الصورة الفوتوغرافية التي جعلتنا قادرين على تسجيل الأحداث وإعطاء صورة أفضل للتاريخ. لا. الحمض النووي الذي يدلنا على أن الفرعون مات بالسم قبل خمسة آلاف عام.

تنبهت فجأة إلى أن كل ما حولنا هو في نهاية الأمر اختراع. الذي نقلنا من الحجر إلى الكرسي مخترع. والذي اخترع الكرسي المتحرك موفد من الملائكة. والمستر فليمنغ، الذي حمى الناس من الموت بالالتهاب عن طريق البنسلين (1925) هو أيضا من أهل الرحمة. ذات يوم كنت أمارس عملي عندما رنت أجراس آلات الأخبار بشدة. كان النبأ أن الطبيب كريستيان برنارد، من جنوب أفريقيا، نجح في زراعة قلب بشري. نشرنا الخبر دون أن نفهمه. هل القلب باذنجانة تزرع؟ الآن أصبحت زراعة بعض الأعضاء في سهولة زرع الباذنجان.

ماذا عن الراديو والتلفزيون والمصباح الكهربائي والقطار وتراكتور الزراعة وتحلية المياه والمطاحن والمغاسل وماكينات الحياكة والإسمنت الذي رفع المباني والفولاذ؟ ماذا عن هذا الهاتف الصغير الذي يضع لك العالم في يد واحدة وليس بين يديك الاثنتين؟

لا يمكن للعقل البشري أن يحدد ما هو أهم الاختراعات لأن واحدنا يستخدم كل يوم مائة اختراع على الأقل. لكن دعوني أقول لكم ما هو أحب الاختراعات إلي. إنه المطبعة التي صنعها الحداد الألماني غوتنبرغ في القرن الخامس عشر. لقد جعلت القراءة في متناول جميع الناس.