مسلة كليوباترا بنيويورك

TT

أعلنت مدينة نيويورك عن تخصيص اعتمادات مالية لترميم المسلة المعروفة باسم «مسلة كليوباترا» والقائمة بسنترال بارك بمدينة نيويورك ملاصقة لمتحف المتروبوليتان.. ونعود إلى سنوات سابقة عندما سافرت لإلقاء محاضرة بمتحف المتروبوليتان وشاهدت المسلة من نافذة قاعة المحاضرات بالمتحف، وكان واضحا أن حالتها سيئة جدا وأن النقوش أصابها التلف بفعل العوامل الجوية والبيئة غير المناسبة لحجر المسلة.

وعندما عدت إلى مصر أرسلت خطابا إلى عمدة المدينة مستر بلومبرج وشرحت له حالة المسلة، وفى النهاية قلت إذا كنتم غير قادرين على ترميم المسلة والعناية بها فإن مصر أولى بها، وسأطلب إعادتها مرة أخرى إلى مكانها الأصلي.. وفي الحقيقة كان الرجل محترما جدا وأرسل إليّ يقول إنه سوف يبدأ حملة تبرعات ضخمة لإنقاذ المسلة.

وفي هذا الوقت كلفت السيدة الأميركية دورثيا وزوجها ريتشارد بمتابعة هذا الموضوع، وقاما بدور فعال في الاتصال شبه الأسبوعي بمجلس المدينة ومساعدتهم في جمع التبرعات لترميم المسلة، وعندما وصلت الاعتمادات كانوا أول المهنئين، وقد شكرتهما للدور الكبير الذي قاما به.

وعندما قابلت توم كامبل مدير متحف المتروبوليتان الشهر الماضي في مكتبه بنيويورك أخبرني أنه بهذه المناسبة سوف يتم إقامة مؤتمر عن المسلات المصرية، وسوف يحاضر الكثير من علماء المصريات في هذا المؤتمر، وسوف يلقي بوب براير عالم الآثار الأميركي محاضرة عن مسلة نيويورك، وسوف يشرح تاريخ المسلة وكيفية نقلها من مصر إلى أميركا، وأيضا سيتحدث عن سر القطع والأوراق التي دفنت أسفل المسلة.

وعندما زرت بوب براير في منزله وجدت عنده الكثير من الأشياء الحديثة المتصلة بالمسلة، وقد نشر أخيرا كتاب عن «Egyptomania»، أي «مرض الهوس بمصر»، وفيه يشرح كيف عشق الفرنسيون مصر عندما كشف «حجر رشيد» ونقلت مسلة رمسيس الثاني إلى الكونكورد، وكذلك عندما نقلت مسلة أخرى إلى ميدان التايمز بإنجلترا، وأخيرا مسلة نيويورك.

وقد قامت عاصفة مؤخرا اجتاحت كل شيء في مدينة نيويورك وتركت خرابا في المدينة، ولكن متحف المتروبوليتان كان الوحيد المستفيد من هذا الإعصار، فقد كانت هناك شجرة ضخمة تفصل بين المسلة الموجودة في سنترال بارك وبين المتحف، وقد أقيمت واجهة المتحف المواجهة للمسلة من الزجاج لإمكان رؤية الزائرين للمسلة، ولكن للأسف الشديد كانت هذه الشجرة تحجب الرؤية تماما وهي بالطبع محمية بموجب القانون الأميركي ولا يمكن قطعها؛ وجاءت العاصفة واقتلعت الشجرة تماما، ولذلك ولأول مرة يمكن أن نرى المسلة من داخل صالة المتحف، وبعد أن تركت كامبل ذهبت لزيارة المسلة.. أما عن المسلة وتاريخها وأسرارها فهذا هو حديثنا القادم بإذن الله.