هل يحذو الجمهوريون حذو الديمقراطيين في 2016؟

TT

في الأشهر القليلة الماضية، شهدنا فكرة جديدة للسياسات الرئاسية تظهر في بعض الأوساط المنتمية لتيار اليمين. وتأتي هذه الفكرة في تناقض صارخ للأسلوب الذي انتهجه الجمهوريون مع المتنافسين في الانتخابات الرئاسية.

خلال العقود القليلة الماضية، كان يعتقد أن الخبرة الجادة في السياسة الخارجية (دوايت أيزنهاور) والمهارة السياسية (ريتشارد نيكسون) والخبرة التنفيذية (جورج بوش الأب) – والمؤهلات الخاصة بالحكام أو المحافظين (رونالد ريغان وبيل كلينتون وجورج بوش الابن) – بمثابة وسائل لإضفاء ما تعتبره الصحافة ثقلا. كان اليسار هو الذي انجذب وانتقى مثقفين (أمثال أدلاي ستيفنز) ومؤيدين لمعارضة الدفاع (جورج ماكغفرن) ومبتدئين متخصصين في الخطاب (باراك أوباما).

لطالما نظر الجمهوريون بشكل عام لأنفسهم حتى في وقت الهزيمة، بوصفهم الحزب الناضج. بصرف النظر عن أوجه إخفاقهم السياسية، فإن كلا من السيناتور جون ماكين (الجمهوري عن ولاية أريزونا) وميت رومني، حاكم ماساتشوستس السابق، كانا رجلين جادين ومتمرسين.

في عام 2016 سيكون الديمقراطيون هم من يتطلعون إلى مرشحين تمت تجربتهم مسبقا (حتى إن لم يكونوا صادقين دائما) مثل هيلاري كلينتون ونائب الرئيس جو بايدن (الذي استمر في عضوية مجلس الشيوخ على مدى عقود) واثنين من حكام الولايات (أندرو كومو حاكم نيويورك ومارتين أومالي حاكم ميريلاند).

على الرغم من ذلك، فإنه على جانب اليمين، ومن قبيل المفارقة، من جانب هؤلاء الذين رفضوا أوباما بوصفه مرشح المشاهير وتحسروا على أن الناخبين لم يكونوا قادرين على اتخاذ قرارات سياسية حكيمة، يولى الاهتمام إلى مجموعة من المرشحين غير الجادين على نحو خطير. يعتبر السيناتور راند بول من ولاية كنتاكي – الذي يشبه إدوارد سنودن بمارتن لوثر كينغ ويتحدث عن احتواء إيران المسلحة بالأسلحة النووية – هو ماكغفرن اليميني الذي سيواجه صعوبة في شرح سبب ضرورة الوثوق به كرئيس أركان.

بعدها، هناك السيناتور تيد كروز من تكساس، والذي على غرار أوباما، انتقل إلى مكتبه الجديد وحتى الآن يبدو مهتما فقط بالخطاب لا بالإنجازات التشريعية. قد يتعين على المرء تصديق أن ناخبي الحزب الجمهوري مثل ناخبي الحزب الديمقراطي لتخيل أنهم سيفوضون الترشيح لهذه الشخصيات. غير أن كثيرا من الخبراء والنشطاء يأخذون هذا بمحمل الجد.

إن كنا قد تعلمنا شيئا من عام 2012، فهو أن الجمهوريين قد يلقون نظرة على غريبي الأطوار، لكنهم على عكس النقاد والخبراء من تيار اليمين، لا يعتقدون أن شخصيات أمثال هيرمان كاين، يمكن أن تشغل منصب الرئيس. قد يواعدون نيوت غينغريتش، لكنهم لا يمكثون معه.

ليس من الصعب الفصل بين رفقاء المواعدة والأزواج في الانتخابات الرئاسية الأولية. ثمة 10 إشارات تدل الناخبين على أن المرشح ليس هو الشخص المناسب:

1 - المرشح يصوت بلا على كل شيء.

2 - المرشح يصبح ضحية لوسائل الإعلام السائدة.

3 - المرشح غير مسؤول عن أي شيء وغير ملتزم بتقديم بدائل.

4 - يرفض المرشح الحديث عن الإنجازات ويسخر من الإنجاز بوصفه «خيانة».

5 - يعتبر المرشح التسوية القضائية وإبرام الاتفاقات التنفيذية من الخطايا.

6 - بمقدور المرشح تقديم وابتكار أشياء غريبة، لكنه يشعر بإهانة لا تغتفر، حينما يتم استغلال مفرداته ضده.

7 - يستنكر المرشح «العمل كالمعتاد»، غير أن الادعاء بأنه الطرف الخارجي ونبذ أي تسوية كان قدرا هائلا من العمل كالمعتاد أخيرا.

8 - يتظاهر المرشح بالثقافة الرفيعة، لكنه ليس ماهرا في السياسة ويخطئ في تفسير معظم ما يستشهد به المرشح بوصفه سلطة في موضوع محدد.

9 - يعتبر المرشح الأشخاص الحقيقيين فكرة تالية؛ فهم يحتلون مرتبة ثانية بعد المبادئ المجردة.

10 - المرشح يوجه شتائم وإهانات لآخرين، ولكنه لا يقدم حجة مقنعة عن مزاياهم.

ركز على مثل هؤلاء المرشحين. لن يكون من الصعب اكتشافهم، لكنهم لن يكونوا غالبية المنافسين. لدى الجمهوريين حكام ولايات (مثل كريس كريستي حاكم نيوجيرسي، وسكوت ووكر حاكم ويسكونسن وريك سنايدر حاكم ميتشيغان وسوزانا مارتينيز حاكمة نيو مكسيكو وحاكم فلوريدا السابق جيب بوش)، وبول ريان من ويسكونسن، وصانعي الصفقات الحاذقين ومفكري السياسة الخارجية الجادين (السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا وكيلي أيوت من نيو هامبشاير).

قد يكون الحزب الجمهوري قد فقد كل تأثيراته، إلى حد أنه سوف يرفض كل المرشحين المقبولين ظاهريا. هذا ما فعله الديمقراطيون في عام 1972. أعتقد أنه من غير المحتمل، ولكن ليس من المستحيل. سوف يتعين علينا أن نكتشف ما إذا كان الجمهوريون سيقررون السير على ذلك النهج في عام 2016 أم لا.

* خدمة «واشنطن بوست»