دجاجة أم كلثوم وركلة هيفاء!!

TT

الجمهور العربي تابع وشاهد في رمضان تفاصيل حياة الفنانين، التي نشرتها «الميديا» الإعلامية عن حياة النجوم، الذين يسعى بعضهم لكي يمد الصحافة والفضائيات ببعض منها، ظنا منه أن هذا يؤدي إلى زيادة مساحة الاهتمام به. تغير الزمن الذي كان يحرص فيه الفنان على أن يظل بعيدا عن اللمس. الناس لا تتعامل معه كحالة إنسانية بشرية يحب ويكره وينجب ويتزوج ويطلق، ولكنهم يفضلونه كائنا خياليا، ولهذا مثلا تكتشف أن كلا من فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ لم يتزوج، بالطبع تعددت التفسيرات وكان من بينها أن كلا منهما كان حريصا على أن يظل وحتى آخر نفس هو فتى أحلام البنات.

كان هناك دائما في الزمن الماضي غطاء لا يمكن اختراقه يغلف حياة المشاهير، روت لي الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، أمد الله في عمرها، حكاية لها مع أم كلثوم مر عليها قرابة 60 عاما ولم تبرح ذاكرتها.

كان أغلب المذيعين الذين ينقلون للجمهور حفلات أم كلثوم على الهواء عبر أثير الإذاعة يقدمون كلمات الأغنية ويتحدثون قليلا عن المؤلف والملحن ثم تأتي لهم الفرصة بين الوصلتين لوصف فستان أم كلثوم ولكن لا أحد منهم يتجاوز أكثر من ذلك، إلا أن آمال فهمي غلبتها الحاسة الإعلامية وقررت أن تبحث عن الجديد الذي من الممكن أن تقوله للمستمعين، وعلى طريقة أرشميدس هتفت: «وجدتها وجدتها»، وكانت ضالتها المنشودة هي أنها استغلت علاقتها بـ«سعدية» وصيفة أم كلثوم وعرفت منها ماذا أكلت أم كلثوم قبل الحفل في وجبة الغداء، وقبل أن تفاجئ آمال فهمي الجمهور بهذا السبق الإذاعي قررت أن تفاجئ أم كلثوم في الاستراحة، وقبل رفع الستار بلحظات قالت لها: «أنا عرفت انتي أكلتي إيه النهارده»، ردت عليها بكل ثقة: «ما حدش يعرف يا شاطرة شيء خاص عن أم كلثوم»، ففاجأتها بقولها: «ربع دجاجة وكوب عصير برتقال ورغيف خبز أسمر وطبق أرز وآخر سلطة».

هاجت وماجت أم كلثوم بعد أن افتضح سرها، فهي تأكل وتشرب مثلنا، ولم تستطع آمال فهمي أمام فيضان الغضب إذاعة سبقها على الناس، واكتفت بأن وصفت فقط للمستمعين لون الفستان. وفي الاستراحة الثانية استدعتها أم كلثوم إلى غرفتها وقالت لها إنها كانت تعتقد وهي صغيرة أن كبار الفنانين لا يأكلون مثل البشر وأنهم أقرب إلى الأساطير.

ربما كانت أم كلثوم تبالغ، كما أن العصر وقتها قبل الانفجار الفضائي كان دائما ما يسمح بأن يظل للفنان مساحته البعيدة عن التناول والتداول اليومي، ولكن مع توفر أكثر من 700 فضائية ناطقة بالعربية يقتات بعضها على أحاديث النميمة لم يعد من الممكن أن يظل الفنان تحوطه أوراق السوليفان، وكأنه يرفع لافتة «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، كثرة الظهور البرامجي والجرأة في الإعلان عن تفاصيل حياة النجوم المادية والعاطفية والشخصية قد تحقق لهم أموالا تدفعها الفضائيات مقابل العثور على الأسرار، إلا أنها على الجانب الآخر تخصم الكثير من الألق الشخصي وتلك الصورة الذهنية التي يصدرها في العادة الفنان للناس.

ما الذي يتبقى مثلا لهيفاء وهبي من رصيد النعومة الذي وضعها في التصنيف ضمن أكثر نساء العالم إثارة بعد هذا السيل المنهمر من الشتائم الذي انهالت به على مقدم برنامج «رامز عنخ آمون»؟! ولم تكتفِ بهذا القدر بل أنهتها بتلك الركلة التي لا يزال رامز جلال يعاني من تأثيرها حتى كتابة هذه السطور!!

تردد قبل أسبوعين أنها وافقت على عرض البرنامج مقابل أجرها عن الحلقة 100 ألف دولار، ما الذي من الممكن إذن أن تفعله هيفاء في رمضان القادم لتحصل على 200 ألف؟!