المسيخ الدجال المعاصر

TT

في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 1978، أكثر من تسعمائة شخص من بينهم مائة وستة من الأطفال، تجرعوا أو حقنوا بسم السيانيد في مدينة جونز تاون. هذه الإبادة الجماعية الطوعية لأعضاء جماعة أهل المعبد (peoples temple) صدرت بها الأوامر من مؤسسها جيم جونز الذي مات بطلقة في رأسه لكي لا يتعرض للإحساس بآلام السم. وفي 19 أبريل (نيسان) 1993 في مدينة باكو تكساس، أشعلت النار في ستة وثمانين شخصا من بينهم اثنان وعشرون طفلا، وماتوا جميعا محترقين بأوامر مباشرة من رئيس الجماعة ديفيد قورش الذي مات بطلقة رصاص في رأسه.

في آخر الزمان، سيأتي المسيخ الدجال للقيام بمهمة محددة هي إفساد الكون وإشاعة الظلم والفساد ليجلب أكبر قدر من التعاسة للبشر، كل هذه المعاني يمكن تلخيصها في كلمة واحدة هي الموت. لست أتكلم عن هذه الفكرة بوصفها واقعا يمكن إثباته، وإنما بوصفها فكرة من إنتاج اللاوعي الشعبي العام. التي لا بد أنه استمدها من ملاحظته لعدد كبير من البشر لا يعملون من أجل الحفاظ على الحياة، بل يمشون بالدنيا والناس في اتجاه محطة الموت. هؤلاء هم الزعماء الدينيون الكذابون في أي دين. هم أمساخ صغيرة تمارس عملها الآن.

لقد حدثتك من قبل عن مبدأ اللذة داخل العقل، وكيف أنه واقع في معركة طول الوقت مع غريزة الموت، وأنه في أحيان كثيرة يضعف إلى الدرجة التي تتمكن فيها غريزة الموت من الاستيلاء عليه والقيام بعمله تماما كالخلايا السرطانية. غير أني لم أقدم لك أدلة دامغة على ذلك. وأقدمها لك اليوم من خلال واقعتين شهيرتين في التاريخ المعاصر في أميركا. كلاهما اختار الموت كمشهد أخير لجماعته، كلاهما كان حريصا على حرمان مريديه من النجاة، لقد اصطحب الأول الأب جونز أتباعه إلى مدينة جونز تاون لملاقاة الموت بعد أن تنبأ بموعد يوم القيامة، من ضمن هلوسات دينية سنجدها عند كل الدجالين، لقد أخذهم في هذه الرحلة الترفيهية تماما كما نخرج إلى الخلاء ونقف على مرتفع على شاطئ البحر لنشاهد منظر الغروب. ولكن يوم القيامة لم يأتِ، لا بأس.. ليست هذه مشكلة يقف أمامها الدجال الديني طويلا؛ يوم القيامة لم يأتِ في الموعد الذي حددته، فعلينا نحن أن نذهب إليه. غير أن عددا من أتباعه رفض تناول السم، اتضح أن الرغبة في الحياة ما زالت يقظة بداخلهم، وهنا ظهر عدد من الأوغاد المكلفين بإرغام المريدين على تنفيذ أوامر ذلك المسيخ الدجال الصغير. وتمكن بعض الناس من الهرب، وحكوا ما حدث. أما الدجال الآخر ديفيد قورش فعند محاصرته وأتباعه بواسطة قوات الشرطة، اتخذ قراره بإشعال النار في العنبر الذي يقيم فيه أتباعه. فماتوا جميعا محترقين، وهو ما يهدف إليه الدجال طول الوقت. احترس.. لا تدع أحدا ينصحك بكراهية الحياة.. أحب الحياة ودافع عنها. في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 1978، أكثر من تسعمائة شخص من بينهم مائة وستة من الأطفال، تجرعوا أو حقنوا بسم السيانيد في مدينة جونز تاون. هذه الإبادة الجماعية الطوعية لأعضاء جماعة أهل المعبد (peoples temple) صدرت بها الأوامر من مؤسسها جيم جونز الذي مات بطلقة في رأسه لكي لا يتعرض للإحساس بآلام السم. وفي 19 أبريل (نيسان) 1993 في مدينة باكو تكساس، أشعلت النار في ستة وثمانين شخصا من بينهم اثنان وعشرون طفلا، وماتوا جميعا محترقين بأوامر مباشرة من رئيس الجماعة ديفيد قورش الذي مات بطلقة رصاص في رأسه.

في آخر الزمان، سيأتي المسيخ الدجال للقيام بمهمة محددة هي إفساد الكون وإشاعة الظلم والفساد ليجلب أكبر قدر من التعاسة للبشر، كل هذه المعاني يمكن تلخيصها في كلمة واحدة هي الموت. لست أتكلم عن هذه الفكرة بوصفها واقعا يمكن إثباته، وإنما بوصفها فكرة من إنتاج اللاوعي الشعبي العام. التي لا بد أنه استمدها من ملاحظته لعدد كبير من البشر لا يعملون من أجل الحفاظ على الحياة، بل يمشون بالدنيا والناس في اتجاه محطة الموت. هؤلاء هم الزعماء الدينيون الكذابون في أي دين. هم أمساخ صغيرة تمارس عملها الآن.

لقد حدثتك من قبل عن مبدأ اللذة داخل العقل، وكيف أنه واقع في معركة طول الوقت مع غريزة الموت، وأنه في أحيان كثيرة يضعف إلى الدرجة التي تتمكن فيها غريزة الموت من الاستيلاء عليه والقيام بعمله تماما كالخلايا السرطانية. غير أني لم أقدم لك أدلة دامغة على ذلك. وأقدمها لك اليوم من خلال واقعتين شهيرتين في التاريخ المعاصر في أميركا. كلاهما اختار الموت كمشهد أخير لجماعته، كلاهما كان حريصا على حرمان مريديه من النجاة، لقد اصطحب الأول الأب جونز أتباعه إلى مدينة جونز تاون لملاقاة الموت بعد أن تنبأ بموعد يوم القيامة، من ضمن هلوسات دينية سنجدها عند كل الدجالين، لقد أخذهم في هذه الرحلة الترفيهية تماما كما نخرج إلى الخلاء ونقف على مرتفع على شاطئ البحر لنشاهد منظر الغروب. ولكن يوم القيامة لم يأتِ، لا بأس.. ليست هذه مشكلة يقف أمامها الدجال الديني طويلا؛ يوم القيامة لم يأتِ في الموعد الذي حددته، فعلينا نحن أن نذهب إليه. غير أن عددا من أتباعه رفض تناول السم، اتضح أن الرغبة في الحياة ما زالت يقظة بداخلهم، وهنا ظهر عدد من الأوغاد المكلفين بإرغام المريدين على تنفيذ أوامر ذلك المسيخ الدجال الصغير. وتمكن بعض الناس من الهرب، وحكوا ما حدث. أما الدجال الآخر ديفيد قورش فعند محاصرته وأتباعه بواسطة قوات الشرطة، اتخذ قراره بإشعال النار في العنبر الذي يقيم فيه أتباعه. فماتوا جميعا محترقين، وهو ما يهدف إليه الدجال طول الوقت. احترس.. لا تدع أحدا ينصحك بكراهية الحياة.. أحب الحياة ودافع عنها.