الناصر.. عبد الله بن عبد العزيز

TT

في ذروة الحملة الإعلامية الغربية على «يقظة» مصر، من تخدير الحكم الإخواني، وفي ذروة الحرب الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام المنخرطة في الدعاية الإخوانية، عن وعي أو بدونه، وفي ذروة اللطم والنواح التركي من السلطان أردوغان.. في ذورة هذا كله، ومجاميع الإخوان ومسلحوهم، يعيثون في ميادين وشوارع مصر. الأميركان وكل الغربيين والأتراك وكل جماعات الأصولية السياسية في العالم ترمي مصر عن قوس، إعلامية وسياسية، واحدة.

هنا تظهر معادن الرجال، وجواهر الدول، وحقيقة المواقف، يحصحص الحق، ويذوب الثلج ليظهر المرج، وتسقط كل الأقنعة، وتظهر الانحيازات الحقيقية.

هنا كان عبد الله بن عبد العزيز على موعد الزمان والمكان، هنا السعودية.

كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أتت برداً وسلاماً على قلوب المصريين، وغماً وهماً على قلوب أنصار هذه الجماعة المتقنة لعبة الدعاية والعمل السري، والحديث بأكثر من لغة ومقام.

كلنا شاهدنا هذه الحرب العوان على أمن مصر، وعلى خيارها بالتحول عن خطة الإخوان، التي يبدو يوماً وراء يوم أنها تحظى بدعم الرئيس الأميركي باراك أوباما على طول الخط، لدرجة أنه قطع إجازته فقط ليوبخ مصر الدولة، ويحذر من عنفها، جاهلا أو متجاهلا، إرهاب جماعات الإخوان والمحسوبين عليها من سيناء إلى صعيد مصر مروراً بالإسكندرية والقاهرة.

كان الملك عبد الله حاسماً واضحاً وهو يقول:

«السعودية وقفت - وتقف مع مصر - ضد الإرهاب، والضلال، والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية».

وإن الساكت عن الحق اليوم شيطان أخرس. 

وشدد خادم الحرمين - من دون  اعتبار لترهات الغربيين والإعلام الغربي - «على حق مصر الشرعي في ردع كل عابث، أو مضلل، لبسطاء الناس من أشقائنا في مصر»، لافتاً إلى أن كل «من تدخل في شؤون مصر الداخلية، يوقد نار الفتنة، ويؤيد الإرهاب، الذي يدعي محاربته».

خاتماً بثقته أن مصر ستعبر هذه الأزمة بأمان، وعندها - كما قال - سيدرك من خرّب في مصر، أو دافع عمن يخرّب: «أنهم أخطأوا يوم لا ينفع الندم».

لاحظ أيها القارئ الكريم، حين تقول الكلمة الملكية عمن يهاجم إجراءات السلطة المصرية ضد الإرهاب والفوضى بأنه: «يوقد نار الفتنة، ويؤيد الإرهاب، الذي يدعي محاربته».

استغراب في محله حقاً، كيف تدعي عواصم أوروبا الراكضة خلف واشنطن، السعي لمكافحة الإرهاب، وهي تدعم المناخ والثقافة والجماعات التي توفر البيئة الملائمة لتكاثر فكر هذه الجماعات.

للتذكير كان الإرهابي عاصم عبد الماجد يخطب من على منصة رابعة العدوية، وكان محمد الظواهري، القيادي الجهادي، ينشط بحماس لدعم فوضى الإخوان الحالية قبل اعتقاله، ناهيك عن جماعات سيناء الإرهابية، التي وعدنا «السلمي» محمد البلتاجي أنها لن تتوقف حتى يعود مرسي للرئاسة!

شكراً لملك الحزم والعقل عبد الله بن عبد العزيز.