صيف الفشل الكبير

TT

بإمكانك أن تأمل، بعد أن ظهر بعض من أكثر منتجات الصناعة الترفيهية المعقدة صخبا وأعلاها تكلفة وأكثرها كآبة هذا الصيف، في أن تمر هوليوود بلحظة سيارة كبيرة مستهلكة للوقود في ديترويت. إنها المرحلة التي تدرك فيها مؤسسة طاعنة أن منتجها الرئيس هو الأمس. ومع إنتاج الصناعة سلسلة من الأفلام الفقيرة على المستوى الدرامي، لم يكن رد الفعل العام مختلفا عما حدث بعد أن أطلقت شركة «مايكروسوفت» نسخها الخاصة من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية!

ومع إخفاق تلو الآخر - فيلم متدني الجودة من سلسلة أفلام «سوبر مان»: «رجل من حديد»، ومجموعات من السيارات ذات الهياكل البالية لأبطال أفلام حركة منهكين - تحولت بعض من ألمع منتجات هوليوود على الفور من خط الإنتاج إلى طي النسيان.

ما الذي توقعته؟ لدينا كونغرس لن يقوم بالتشريع، ورئيس غير حاسم في القيادة، بل إن حتى أفضل نجوم الكوميديا لدينا، جون ستيوارت، لم يحقق النجاح المرجو في هذا الصيف. تبدو رياضة البيسبول، الهواية الوطنية السابقة، مولعة بشخص أناني نرجسي مسن، هو المخادع أليكس رودريغيز.

لم يتنبأ سوى عدد محدود من الخبراء بأن ذلك سيحدث. كان ستيفن سبيلبرغ، يتناول المستقبل في منتدى أقيم في إحدى جامعات جنوب كاليفورنيا، مع صديقه القديم جورج لوكاس. «سيكون هناك انفجار، حيث ستفشل ثلاثة أو أربعة أو ربما ستة من هذه الأفلام التي تخصص لها ميزانيات ضخمة فشلا ذريعا»، هذا ما قاله في ذلك الوقت، ويضيف: «وهذا من شأنه أن يغير النموذج مرة أخرى».

حسنا، حدث هذا. على الأقل، فشلت ستة من بين أشهر الأفلام، التي بلغت تكلفة بعضها 200 مليون دولار أو أكثر، هذا الصيف. لكن هل ستثني جرعة من الدمار الخلاق الرأسمالي هوليوود عن إنتاج هذا الكم الهائل من الأفلام الفاشلة؟ ربما لا.

إن الدمار الشامل - بحسب أحد التقديرات توفي 129 ألف شخص في مشهد المعركة الأخير في فيلم «سوبر مان» غير المشوق ولا يزال يدر أموالا بالخارج - حافز للحفاظ على نفايات التصنيع العادية. ومع تحقيق فيلمي «سريع وغاضب 6»، و«الرجل ذو القناع الحديدي» أرقاما ضخمة، يبدو هذا الصيف ناجحا!

غير أن الأفلام الشهيرة والتصدير الثقافي الأميركي العظيم والوحدة النادرة في دولة منقسمة بشكل مسموم، تسير في طريق المناطق التي يمثلها أعضاء منتخبون في مجلس النواب والحب وليد الصدفة - إلى الأقسام ذات الجدران التي تعكس الصوت، حيث يمكن للناس أصحاب العقليات المتماثلة أن يسيطروا على التوقعات بشكل آمن.

قد تأمل في لمسة نورا إفرون، شيئا سريع البديهة وفطنا ومضحكا يتعلق بعصرنا. ربما تتطلع إلى شيء له الجانب الذكي المهووس لمِل بروكس، فقدان الشعور في أكثر أشكاله إبداعا. قد تتذكر عندما كان فيلم عن الرياضة يستحق المشاهدة أكثر وأكثر، مثل «الثور دورهام (Bull Durham). بعدها، ترى «الحارس الوحيد» (Lone Ranger) أو «أسفل البيت الأبيض» White House Down) ) أو يأتي من داخل المسافة النفاذة لفيلم «العرس الكبير» (The Big Wedding)، بعض أكبر الطفرات في عام 2013. وتتساءل كيف يمكن أن تنتج هذه المبالغ الضخمة والمواهب ما لا يمكن مشاهدته مرارا وتكرارا.

ومثلما لمح سبيلبرغ، لم تعد هوليوود الكبرى تهتم بفن الرواية العالي الجودة بدرجة تفوق اهتمام القطاع المالي بمنح قروض للمشروعات الصغيرة. تنتج الاستوديوهات سيارات عالمية للمتنزهات الترفيهية ولعبا تباع في أفرع مطاعم الوجبات السريعة. إنها تتطلع إلى امتيازات، لا إلى قصص أصلية. ويتمثل نوع من الأفلام راج في هوليوود في منتج ضخم جدا ويباع منه عدد هائل من التذاكر في جميع أنحاء العالم في أيام العرض الأول له، إلى حد أنه يقيم استوديو بأكمله.

«إنك الآن في مرحلة يمكن أن يستثمر فيها استوديو 250 مليون دولار في فيلم واحد لأخذ لقطة حقيقية على نحو يوفر له فرصة حقيقية للنجاح والفوز بجائزة بدلا من استثماره في إنتاج مجموعة كاملة من المشروعات المثيرة بحق والمضفى عليها طابع شخصي عميق - بل وربما تاريخي»، بحسب سبيلبرغ.

بالطبع، مع نجاح فيلمي «حديقة الديناصورات» و«سارقو التابوت الضائع»، لا يستطيع سبيلبرغ أن يتفادى بعض اللوم على اتجاه هوليوود إلى أفلام أصبحت تدخل في عالم «ديزني». لكنه أشار إلى أن شهية الاستوديوهات لأفلام ذكية تعتبر ضعيفة جدا الآن إلى حد أن «لينكولن»، رائعته لعام 2012 عن التعديل الثالث عشر للدستور، كان أشبه بفيلم «إتش بي أو».

وعلى نحو يفوق أي وقت مضى، ومع إخفاق عدد من الأفلام ذات الميزانية الضخمة، تنتج المحطات التي تبث عن طريق الكابل ذات الجودة الفائقة، أو «نت فليكس» أفلاما مقبولة مرضية. بالطبع لا يزال وودي ألن ينتج أفلاما تتجلى فيها براعة التمثيل والابتكار، ولكن لا يشاهدها أحد - وفقا لمعايير المشاهدة المكثفة. وتأتي مواسم العطلات - سوف تكشف الاستوديوهات عن كنز أو اثنين يتمتعان بقدرة على التحمل - فقط لمنح المسؤولين التنفيذيين شيئا ليتحدثوا عنه بزهو خلال موسم الجوائز.

إن أفضل أمل لإجبار هوليوود على التخلي عن الأفلام الكبرى التي تستنزف ميزانيات ضخمة هو التحف التي تمول بميزانيات أقل، إذ يمكن إنتاج فيلم جيد بكاميرا هاتف جوال - بدرجة وضوح عالية. كما أنه لا ينبغي أن يكون الانفجار الضخم الذي تنبأ به سبيلبرغ أمرا سيئا.

«إنه عبث، فوضى كاملة»، هذا ما قاله جورج لوكاس، في منتدى الأفلام. لكنه أشار إلى أن الفرصة المتاحة للمواهب الواعدة لن تظهر إلا عندما «يقتل كل حراس المداخل».

أو كان بوسع هوليوود أن تستمع إلى شخصيات على شاكلة إلمور ليونارد، الذي توفي الأسبوع الماضي، آخذا معه مزيدا من المعلومات عن فن الرواية الشعبي. وكان قد توقف عن كتابة المسرحيات في عام 1993.

وقد قال في مقابلة أجريت معه: «كان هناك عدد هائل من الأفراد يتعين عليك أن ترضيهم. هذه فترة كنت فيها بحاجة للمال، ومن ثم، كان من الممكن أن أعدل المشهد حسبما أرادوا، وكانت النتيجة صورة سيئة».

* خدمة «نيويورك تايمز»