مع نجاد.. الدهشة مستمرة

TT

عجائب وغرائب رئيس الجمهورية الإيرانية السابق، محمود أحمدي نجاد، لا تنتهي.

الرجل فعلا مهووس بفكرة قرب ظهور المهدي، صاحب الزمان.

قبل أيام توقع أحمدي نجاد قرب ظهور المهدي المنتظر، الإمام الثاني عشر الغائب كما في التصور الشيعي.

نقل موقع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية، حسبما نقلت «العربية نت»، ما جاء في كلمة لأحمدي نجاد ألقاها مساء الثلاثاء الماضي، في مراسم أقيمت في مسجد نارمك في طهران بهدف تكريمه بعيد انتهاء رئاسته، حيث قال ردا على طلب تقدم به الحضور ليرشح نفسه بعد 4 أعوام لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة: «سيظهر المهدي المنتظر بعد أربع سنوات ويصلح العالم بأكمله».

يعني أن الدكتور أحمدي نجاد لا يرى جدوى من كل هذه الخطوات الصغيرة، الخطب جلل، والأمر كبير، والآزفة قد أزفت، بقرب ظهور صاحب الزمان الذي يعيد صياغة العالم كله، من أسفله لأعلاه، فأي حديث عن انتخابات «ومانتاخابات»!

التعلق بفكرة ظهور المهدي يشمل كثيرا من الجماعات السياسية الدينية في السياق الشيعي، وبعض تجار السياسة، خصوصا في العراق الآن، والغرض واضح، مداعبة المشاعر العميقة للبسطاء، من أجل مكاسب سياسية.

كثيرون عبر التاريخ استخدموا هذه الفكرة من السنة أيضا، لأن فكرة المهدي المنتظر موجودة في التصور السني، صحيح أنها ليست بذات الثقل والمركزية كما في التصور الشيعي، لكنها موجودة، وهناك كثير من مدعي المهدوية في الذاكرة السنية.

ليست فكرة المهدي فقط، بل حتى ادعاء النبوة، وأحيانا يتوهم هذا الشخص أنه هو «المسيح» المنتظر، مسيح الخير.

لو قرأت في غرائب الأخبار بالصحف العربية ستجد دوما عجائب عن هؤلاء.

في العصر الحديث لدينا أيضا مجانين من هذا الطراز، كسلمان المرشد في جبال العلويين في سوريا (أعدم 1946) تولى قيادة الطائفة من بعده ابنه مجيب، وتحول أتباعه إلى طائفة قائمة بذاتها. لدينا الدكتور «داهش» في لبنان (توفي 1984) صاحب «الداهشية»، وهو سليم موسى العشي، مسيحي سرياني، هرب والده من مجازر الأرمن والسريان على يد الترك في الحرب العالمية الأولى، لاذت عائلته بفلسطين، ثم لبنان، وهناك كون اتجاهه الروحي الغرائبي.

في الهند القاديانية، وفي إيران البهائية، هذه كلها تيارات حديثة، من هذا العالم الغريب.

دعونا من هذا، لنقف مع بعض غرائب «أفراد» توهموا أنهم يحملون رسالة خلاص للبشرية.

هذه صارت ظاهرة، مؤخرا استمعت لاتصال هاتفي على برنامج مصري، صاحب الاتصال يقول إنه يملك «فضلا إلهيا»، وإنه يريد إخبار الجمهور بـ«معلومات» لا توقعات، عن مصر خلال سنتين.

وجد هؤلاء في تاريخنا.

من هذا أنه أخذ رجل ادعى النبوة أيام المهدي، الخليفة العباسي، فأدخل عليه، فقال له: أنت نبي؟ قال: نعم. قال: وإلى من بُعثت؟ قال: أوتركتموني أذهب إلى أحد؟ ساعة بعثت وضعتموني في الحبس. فضحك منه المهدي، وخلّى سبيله.

هم يُضحك وهم يُبكي فعلا..