أوباما لا يدري.. ولا يدري أنه لا يدري!

TT

باختصار: باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة، لا يفهم ما يفعل في الشرق الأوسط.

جهله هذا، المغلف بغشاء خطابي رقيق، كارثي على أميركا، أولا، وعلى حلفاء أميركا في أوروبا ثانيا، وعلى بقية حلفائها في العالم ثالثا، خصوصا في منطقتنا.

أوباما: لا رأي، ولا عزيمة، كما يعلم الجميع، وأولهم فلاديمير بوتين، صقر الـ«كيه جي بي»، ورئيس روسيا. وكما يعلم تابعه، بشار الأسد.

وصل الاستهتار بأوباما أن يكتب بوتين مقالة في الـ«نيويورك تايمز»، ينصح فيها أوباما ويعطيه علامات الصح والخطأ على دفتر الأداء الرئاسي الأوبامي، مع «كمشة» نصائح أخلاقية، وقرصة توبيخ على الشحنة الأخلاقية «الاستثنائية» في الثقافة الأميركية.. الأمر الذي أثار غضب السيناتور جون ماكين، فكتب مقالة في الـ«برافدا» الروسية، بنسختها الإنجليزية، مذكرا الرفيق بوتين بجرائم روسيا في جورجيا، ومواقف إدارة بوتين تجاه حرية الإعلام والرأي، وماذا فعلت أجهزته بفرق موسيقية معارضة له.. وخلص إلى أن بوتين ينتمي لعقلية لا تقيم وزنا لهذه القيم الإنسانية التي تؤمن بها أميركا، ويؤمن بها معها العالم الحر، حسب نظرة ماكين.

وصل الاستهتار أيضا بأوباما لأن يتحدث بشار الأسد، راعي القتل في سوريا، إلى قناة «فوكس نيوز» الأميركية، ويطرح نظريات «خنفشارية» عن استخدام الكيماوي، وأن من استخدمه هم المعارضة السورية، خصوصا أن غاز السارين سهل التصنيع، بل إنه يسمى غاز المطابخ لسهولته، ولم يرمش جفن لبشار وهو يقول هذه الباقعة الصلعاء، وربما في قرارة نفسه يقهقه على إمكانية أن يصدقه المشاهد الأميركي، وأن يظهر أوباما أمامه بمظهر الرئيس الجاهل المغامر بأمن أميركا.

هذا العجز والتردد و«الجهل» الأوبامي أصبح خطرا على الجميع، وعلى مكانة أميركا نفسها، فالرجل في النهاية هو الرمز الأول للقوة الأميركية، وهذا ما دفع وزيري الدفاع الأميركيين السابقين روبرت غيتس وليون بانيتا إلى إظهار النقد الحاد لنهج الرئيس أوباما حيال سوريا وطلبه الموافقة على الضربة من الكونغرس، من دون أن يكون ملزما بهذا أصلا.

ورأى بانيتا، في ما نقلته «العربية»، أنه عندما يحدد رئيس الولايات المتحدة خطا أحمر فإن مصداقية هذا البلد تتوقف على ترجمة أقواله إلى أفعال. أما وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس، فرأى أن تصويتا سلبيا في الكونغرس سيكون عنصرا مدمرا. وقال إنه كان من شأن ذلك أن يضعف موقف أميركا في نظر كل من حلفائها وخصومها في العالم.

يقال، من متحذلقين: افهموا بواطن الأمور، فأوباما حذر، لأنه يخشى أن يكون إضعاف الأسد قوة للمتطرفين الجهاديين في سوريا، والحق أن ارتخاء وهشاشة الموقف الأميركي هما ما سيقوي من خطاب التطرف وجاذبيته في سوريا، وينهي أي تعويل على موقف «إنساني» غربي.. وهذا ما قالته السعودية في بيان مجلس وزرائها الأخير.

مرة أخرى، أوباما عاجز، مرتبك، يغطي هذا بفنون القول، وحيل الهروب الفعل.

قديما قالت العرب: «عدو سوء عاقل.. ولا صديق جاهل!».