شر «الكيماوي» ما يضحك!

TT

لعل الشيء الذي يبعث على الأمل في زخم الأزمة السورية المؤلمة ومع فظاعة وبشاعة المآسي والمشاهد الدموية التي تحصل جراء القتل الهمجي الوحشي المستمر من قبل قوات نظام الأسد بحق شعبه، هو الروح الفكاهية الساخرة التي انفجرت من الشعب السوري العظيم الذي يواجه نظاما لم يعرف التاريخ الحالي مثيلا له في إجرامه ودمويته، أتابع بدهشة هذه الروح وأقتبس بعضا منها هنا للمشاركة وذلك للابتسام وسط الدموع.

فهناك تعليق يفضفض فيه أحد السوريين ويقول: «نفترض أن ما عنا ثورة بسوريا ونفترض أنك ما قتلت ولا حد ورح نتخيل كمان وبطريقتنا أن ما عنا ولا معتقل يعني نحن بسوريا المعارض السياسي بيخاصموه رفقاته بالحارة (بيخاصموه مو بيخصوه!) ورح نفترض أنك ديمقراطي وأنه نحنا ظالمينك لك بس علي قعدين مع حماتي تحت سقف واحد وبيت واحد لك لازم تسقط يا ساقط، الله يحشرك مع حماتك».

ثم كانت هناك رسالة مفتوحة وموجهة إلى الرئيس أوباما بعد تراجعه عن الضربة العسكرية ضد النظام «ولك شو قصتك؟ يبلاك، موننا وجبنا رز مسوس وكتب كل واحد فينا وسته وحلمنا كيف شكلوا لهال (الكروز) وهو نازل يدك الأرض دك وطلعنا الشباب على قاسيون وعملوا درع حشري بقصد درع بشري ومشينا بشوارع الشام وتودعنا منها وبلشنا نخطط كيف بدنا نرجع نعمر بيوتنا لما يسقط وندفع الأقساط أحسن ما يشلحوها منا البنوك، واشتريت بوط رياضة جديد حتى اركض واهرب من القصف وقلت لحالي لا مو معقول يحكي وما يعملها لا مو معقول هارئيس أميركا!

فكرناك زنجي أفريقي قبضاي أصيل مثل دنزل واشنطن طلعت بس واحد أشقر طنط وعامل برونزاج.. يا ويلك إذا بقي تفتح تمك!» وهناك «فشة خلق» أخرى تقول: «أصدقاي ياللي بالداخل بالنسبة للكتابة على الفيس والتويتر والواتس آب وأخذ الاحتياطات بتصور فات وقتها هالقصص واسامينا كلها عندن وكلها عليها منع سفر وأعلى ما بخيلهم يركبوه.. أقل شيء بس نحس انو عنا حرية هون بس عالحيط وبعد الحرية فوتوني بستين حيط».

وهنا رسالة للدب الروسي «نحنا بنضرب حالنا بالكيماوي وكما بنقصف حالنا منحب نتشنطط من بيوتنا ما حدا هجرنا عم نتمشى وبنعشق نرفع الأسعار مشان نجوع ونعمل يوغا على كهربا مقطوعة، نحنا بنحب نقوص بعض على المفارق بدل الغمازات هيك بنطبق بعض ولكن أهم شيء نحنا بنضرب حالنا بالكيماوي، بننتعش شوي وبعدين بنموت استكمالا لليوغا مع أن النظام حاول ينصحنا كثير ويقول بلا سلاح وموهيك اللعب يا أولاد! بس نحنا أحرار وفوق كل هاد بدنا حرية كمان وما منشبع حرية وبدنا نسقط هالنظام لأنه ما بيحب يعلب كيماوي عرفت يا روسي؟ فهمت علينا؟»

وهناك هذه التحفة «ما ضروري تراقب خط تلفون السوري لتعرف شو بيحكي عنك فيك تمشي وراه بالشارع وتطلع قذيفة قريبة واسمع شو يسبك بصوت عالي، أو تشتغل شوفير تاكس وتوقف على الحاجز وتسمع شو بيلعنك أو تكون طبيب أطفال وتسمع النسوان شو بيدعو عليك أو تشتغل خضري وتبيع كيلو البندورة بهديك الحسبة واسمع الناس شو راح يسبوك بطلها هالعادة يا سيادتك تبح التجسس عالتلفونات امشي بالشارع وخلي الناس تبزق عليك برياضة».

شعب لديه هذه الروح الخارقة للسخرية من هكذا نظام لا يمكن أن يهزم منه. ومن الوجع تولد الابتسامة وما النصر إلا صبر ساعة.