سحر روحاني!

TT

المياه متدفقة وسالكة بين الشيخ روحاني، رئيس الجمهورية الإيرانية، والرئيس الأميركي باراك أوباما.

طهران متمهلة، واشنطن متلهفة، وهذا جزء من حالة الركض السلبي للسيد أوباما في كل فعاله، يركض حيث ينبغي التمهل، ويتمهل بل يربض حيث يجب الركض.

نتحدث حتى مصالح أميركا نفسها في العالم كله، دعك من مصالح العرب أو دول الخليج، التي هي في نهاية الأمر متشابكة، في جانب منها، مع المصالح العليا لأميركا، خصوصا في ملف الاقتصاد والطاقة والأمن والسلام.

نتمنى العلاقة الهانئة لأميركا مع إيران، خصوصا وأن إشارات الغزل تجاوزت الكلام إلى تقديم الهدايا الثمينة.

أعلنت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أعاد معه السبت الماضي إلى إيران قطعة أثرية فارسية عمرها 2700 سنة، قدمتها له الإدارة الأميركية «هدية خاصة» إلى الإيرانيين. وقال روحاني للصحافيين لدى وصوله إلى مطار طهران، حسب ما نقلته وكالة «إيلنا» للأنباء: «اتصل بنا الأميركيون الخميس ليقولوا إن لديهم هدية لنا».

أما الهدية، كما ذكرت «العربية»، فهي كأس فارسية من الفضة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد على شكل حيوان أسطوري له رأس نسر وجسد أسد، وتبلغ قيمتها أكثر من مليون دولار.

«لقد أعادوها هدية للأمة الإيرانية». هكذا علق روحاني على هدية الغزل الأميركي. والهدية أساسا من مضبوطات السلطات الأميركية من مهرب آثار إيراني.

نعرف أن النسر رمز للدولة الأميركية، والأسد من رموز الحضارة الفارسية، أيام الأكاسرة، فلعل ثمة دلالة رمزية في الهدية، فيجب أن يكون هناك تناغم بين رأس أميركا وجسد إيران، فهما في النهاية من كأس واحدة. لعل...

لا يخفى على المتابع بدقة وجود غزل حضاري بين الثقافة الفارسية والغربية بوصفهما حضارات راقية ومهذبة عكس الحضارة العربية، كما يتردد.

هذه القصة، قصة الغزل الثقافي - الحضاري بين الفرس والغرب، مطولة ومعقدة، لكنها بلا شك حاضرة في خلفيات ما نرى من غزل الشيخ روحاني العلني، بمباركة المرشد وحرسه الثوري وجنراله الخفي سليماني، وبين واشنطن بأوبامها ووزيره كيري.

من شعر العرب في أثر الهدايا هذا البيت، هدية لطهران وواشنطن:

إنّ الهديةَ حلوةٌ

كالسحرِ تجتذبُ القلوبْ

[email protected]